وطنا اليوم:نشرت وزارة الخارجية الأمريكية على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) منشوراً أرفق بصورة للرئيس ترمب وقائمة بالصراعات التي زُعم أنه أنهاها
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وصفت وزارة الخارجية الأمريكية، في عهد الرئيس دونالد ترمب، الأخير بأنه “رئيس السلام”، مُعلنة في تغريدة رسمية أنه نجح في إنهاء ثمانية حروب خلال ثمانية أشهر فقط. فيما قوبل الإعلان، بتشكيك واسع وتدقيق في صحة الادعاءات الواردة فيه.
تفاصيل الادعاء وردود الفعل:
نشر الحساب الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) منشوراً أرفق بصورة للرئيس ترمب وقائمة بالصراعات التي زُعم أنه أنهاها، وهي:
كمبوديا وتايلاند.
كوسوفو وصربيا.
جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا.
باكستان والهند.
كيان الاحتلال وإيران.
مصر وإثيوبيا.
أرمينيا وأذربيجان.
كيان الاحتلال وحماس.
وحظي المنشور بتفاعل كبير، حيث تمت إعادة نشره آلاف المرات وحصل على إعجابات وتعليقات واسعة. ومع ذلك، برزت في التعليقات تساؤلات وشكوك حول حقيقة انتهاء هذه “الحروب”، حيث أشار معلقون إلى أنهم لم يسمعوا بوجود حرب معلنة بين أطراف مثل مصر وإثيوبيا، أو كوسوفو وصربيا في المقام الأول.
عند تفكيك الادعاءات، يتضح وجود تضخيم كبير للواقع الدبلوماسي والسياسي:
سوء توصيف النزاعات: العديد من القضايا المذكورة، مثل الخلاف بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة، أو التوترات بين صربيا وكوسوفو، هي نزاعات دبلوماسية وسياسية وليست حروباً عسكرية مفتوحة. ورغم وجود وساطات أمريكية، فإن هذه الخلافات الجوهرية لم تُحل بشكل نهائي.
صراعات مستمرة: في حالات أخرى مثل التوتر بين باكستان والهند، والصراع بين كيان الاحتلال وحماس، فإن ما تم التوصل إليه في فترات مختلفة هو اتفاقات لوقف إطلاق النار أو تهدئة مؤقتة، وليس إنهاءً للحرب من جذورها.
مبالغة في الدور الأمريكي: في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، كان الدور المحوري في وقف إطلاق النار لعام 2020 لروسيا، وليس للولايات المتحدة. أما المواجهة بين كيان الاحتلال وإيران، فهي صراع غير مباشر ومستمر، ولم تشهد أي اتفاق سلام.
يُظهر التحليل أن القائمة تخلط بين الوساطة في نزاعات دبلوماسية، والتوصل إلى هدن مؤقتة، وتضخيم الدور الأمريكي، وتقديمها جميعاً على أنها “إنهاء للحروب”. هذا الأسلوب يعكس استراتيجية تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية داخلية أكثر من عكس حقائق جيوسياسية دقيقة.
في المحصلة، تندرج تغريدة “الحروب الثماني” ضمن إطار الدعاية السياسية التي استهدفت بناء إرث للرئيس السابق دونالد ترمب كصانع سلام، ودعم طموحاته للحصول على تقدير دولي. ومع ذلك، فإن التدقيق في تفاصيل هذه الادعاءات يكشف عن فجوة كبيرة بين الخطاب السياسي والواقع على الأرض، مما يربط هذه الحادثة بالمسار العام لسياسات ترامب التي طالما واجهت اتهامات بتقديم روايات مبسطة ومبالغ فيها لقضايا دولية معقدة.