فرار رئيس مدغشقر من البلاد بعد أيام من احتجاجات جيل زد

4 ساعات ago
فرار رئيس مدغشقر من البلاد بعد أيام من احتجاجات جيل زد

وطنا اليوم:في ثاني حدث يطيح فيه متظاهرون شباب من “جيل زد” بحكومة خلال أسابيع من الاضطرابات بعدة دول، قالت مصادر إن رئيس مدغشقر راجولينا فر من هذا البلد الأفريقي، بعد فقده دعم وحدة النخبة. وانضمت وحدة من الجيش إلى المحتجين قبل أيام.
ففي غضون أيام، تحوّل حراك شبابي يقوده “الجيل زد” إلى تمرّد عسكري جزئي، بدأته وحدات من “فيلق الموظفين والخدمات الإدارية والفنية” (كابسات)، يوم السبت 11 أكتوبر/تشرين الأول.
وبعد ساعات، ظهر عدد من كبار الضباط أمام المتظاهرين وعدسات الإعلام العالمي، في ما وصفه الرئيس أندري راجولينا، الذي غادر البلاد إلى جهة غير معروفة، بأنه “محاولة غير قانونية للاستيلاء على السلطة بالقوة”.

العقيد مايكل راندريانيرينا: قائد التحرك العسكري
كان أول من دفع الحراك الشعبي نحو انتفاضة عسكرية، حين نشر رسالة مصوّرة على فيسبوك صباح 11 أكتوبر/تشرين الأول، قال فيها “ندعو كل الجنود المستعدين لتحمّل المسؤولية إلى الانضمام إلينا. توقفوا عن تنفيذ أوامر رؤسائكم”.
ظهر العقيد داخل معسكر كابسات محاطًا بزملائه، ثم خاطب الحشود من ساحة “13 مايو” الرمزية، مرتديًا القبعة العسكرية الخضراء، فوق مركبة مدرعة، بينما كانت القوات الموالية لراجولينا تنسحب من وسط العاصمة.
وأعلن العقيد راندريانيرينا اليوم الثلاثاء تولي الجيش السلطة في هذه الدولة بعد أن صوتت الجمعية الوطنية (البرلمان) على عزل الرئيس أندري راجولينا بتهمة التخلي عن الواجب.
وأضاف أن الجيش يقوم بحل جميع المؤسسات باستثناء مجلس النواب الذي صوّت على عزل راجولينا قبل دقائق فقط من إعلانه.
سبق للعقيد راندريانيرينا قيادة كتيبة المشاة في توليار جنوب غرب البلاد، كما شغل منصب حاكم منطقة أندروي بين 2016 و2018.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وُضع تحت الإقامة الجبرية وحُكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ بتهمة “تقويض أمن الدولة”.
بعد خروجه من مستشفى عسكري في فبراير/شباط 2024، عاد إلى الجيش دون منصب قيادي، وقال “كنت في الظل.. أطبخ وألعب كرة القدم”.
ينفي أن يكون قد قاد انقلابًا، ويؤكد “هذه ليست محاولة انقلاب. الجيش استجاب لنداء الشعب. السلطة للشعب، وليست لي”.

الجنرال ديموستين بيكولاس: رئيس هيئة الأركان الجديد
في 12 أكتوبر/تشرين الأول، عيّنه وزير الدفاع ديراماسينجاكا راكوتوأريفيلو رسميًا رئيسًا لهيئة الأركان، وهو المنصب الذي طالبت به وحدات كابسات.
حضر مراسم التسليم معظم كبار الضباط في العاصمة، مما عكس سرعة انتشار التأييد داخل المؤسسة العسكرية.
قاد سابقًا الكتيبة المتعددة المهام الثالثة في أمبواساري الجنوبية، كما ترأس مركز العمليات ضد “الكيري” (فترات سوء التغذية الحاد في الجنوب)، ثم الأكاديمية العسكرية في أنتسيرابي بين 2021 و2023.
قال بعد تعيينه “الجيش ينهض لمواجهة الوضع. تم اقتراحي لهذا المنصب واختياري من قبل عدد من الجنود. هدفنا الآن هو استعادة الهدوء والسلام في جميع أنحاء مدغشقر”.

الجنرال نونوس مبينا ماميلسون: قائد الدرك الجديد
في 11 أكتوبر/تشرين الأول، اندلعت اشتباكات بين جنود كابسات وعناصر الدرك، أسفرت عن مقتل جندي من كابسات قرب مقر الدرك التاريخي “توبي راتسيماندرابا”.
وفي اليوم التالي، وخلال زيارة تعزية من ضباط الدرك لمعسكر كابسات، أطلق الجنود النار في الهواء ثم عن قرب، مما أدى إلى إصابة 3 مدنيين.
وسط هذا التوتر، تم تعيين الجنرال نونوس مبينا ماميلسون قائدًا جديدًا للدرك في 13 أكتوبر/تشرين الأول، خلفًا للجنرال جان هيربرت راكوتومالالا، في معسكر قوات التدخل الوطني في “فورت دوشين”.
حضر مراسم التسليم رئيس هيئة الأركان الجديد، في إشارة إلى رغبة في تهدئة الأجواء.
كان ماميلسون يشغل منصب مدير الشرطة القضائية في قيادة الدرك، وأكد ضرورة تهدئة العلاقة بين الجيش والدرك والجمهور، رغم صعوبة المهمة، خاصة بعد القمع العنيف للاحتجاجات.
في مساء 11 أكتوبر/تشرين الأول، كاد أحد عناصر الدرك يتعرض للفتك من قبل المتظاهرين في ساحة “13 مايو”، كما أُضرمت النيران في مركبة مدرعة.

هروب راجولينا
وبعد أن أضعفه انضمام الجيش في نهاية هذا الأسبوع إلى الاحتجاجات التي تشهدها مدغشقر ولجوئه إلى مكان مجهول استبعد راجولينا استقالته في خطاب بُث مباشرة عبر فيسبوك مساء الأحد هو الأول له منذ هذا التطور، وحض فيه على “احترام الدستور”.
وأعيد انتخاب راجولينا في 2018 و2023 في انتخابات شهدت معارضة ومقاطعة واسعتين