قراءة تحليلية موسّعة لتصريح الصحافة الإسرائيلية بأن الملك عبد الله الثاني أكثر زعيم عربي أوجع إسرائيل في حرب غزة

18 ثانية ago
قراءة تحليلية موسّعة لتصريح الصحافة الإسرائيلية بأن الملك عبد الله الثاني أكثر زعيم عربي أوجع إسرائيل في حرب غزة

وطنا اليوم _

بقلم: سعيد محمد ابو رحمه / فلسطين – غزة

أن تصف الصحافة الإسرائيلية العاهل الأردني بأنه أكثر من أوجع إسرائيل خلال الحرب، فهذا اعترافٌ غير مباشر بتأثير الموقف الأردني الذي تجاوز مستوى الإدانة التقليدية إلى تحركات فاعلة شكلت ضغطًا على عدة مستويات:

1. الدولي: تحرك أردني قوي في مجلس الأمن والمنظمات الأممية.

2. الإقليمي: تنسيق مع مصر والسلطة الفلسطينية، ومع عواصم القرار العربية.

3. الإعلامي: خطاب مباشر من الملك أحرج كثيرًا من المواقف الغربية المتواطئة مع الاحتلال.

الملك عبد الله الثاني أعلنها صريحة مدوية وبوضوح أن ما تتعرض له غزة هو جريمة حرب، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وهو ما أثار انزعاج تل أبيب.

رفضه لأي حل إقليمي يأتي على حساب القضية الفلسطينية أو يتجاوز السلطة الشرعية.

والوصاية الهاشمية على المقدسات جعلت الأردن في صلب معادلة الصراع، ولا يمكن القفز عليه في أي ترتيبات نهائية، وهو ما يربك حسابات اليمين الإسرائيلي.

جلالته من أوائل الزعماء الذين حذروا من محاولات تهجير الفلسطينيين من غزة نحو سيناء أو الأردن، ورفض تحويل الأردن إلى وطن بديل، مما شكّل سدًا في وجه المخططات الصهيونية القديمة الجديدة.

وإفشال سيناريوهات الاحتلال مثل محاولة تصدير الأزمة وتفريغ غزة ديموغرافيًا.

وحشد دعم دولي للقضية عبر خطاب عقلاني مبني على القانون الدولي وحقوق الإنسان.والحفاظ على القضية الفلسطينية على أجندة المجتمع الدولي.

ولأنه لم يساوم في موقفه رغم الضغوط.وتحدث إلى الشعوب الغربية بلغتها ومفاهيمها: القانون، العدالة، حقوق الإنسان.

بالإضافة أنه كشف زيف الرواية الإسرائيلية أمام الإعلام الدولي، وحرّك الرأي العام الغربي. ولأنه أعاد مركزية القضية الفلسطينية إلى الواجهة، بعد محاولات دفنها عبر التطبيع.

رغم أن التصريح جاء من الإعلام الإسرائيلي، إلا أنه يُمكن فهمه كمحاولة لتحذير من تأثير الموقف الأردني، ومحاولة لتأليب بعض الدوائر ضده.

لكنه أيضًا يعكس واقعية إسرائيلية تعترف بأن هناك زعيمًا عربيًا لا يمكن تجاوزه، وأن الأردن يُشكّل رقمًا صعبًا سياسيًا ودبلوماسيًا.

الملك عبد الله الثاني لا يمارس دبلوماسية تقليدية، بل يقود سياسة خارجية نشطة، تجمع بين الشرعية التاريخية، والوضوح السياسي، والتحرك الذكي في التوقيت والمضمون. وهذا ما جعل موقفه من حرب غزة مصدر إزعاج فعلي لإسرائيل.

وإذا كانت الحرب قد أفرزت أبطالًا في الميدان، فإن الملك عبد الله كان أحد أبرز أبطالها في الساحة الدبلوماسية.

لا للتوطين لا للتهجير ولا للوطن البديل.