بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة ،،،
أما وقد انتهت الحرب الصعبة في غزة ، وتم الإنتهاء من مرحلة استلام وتسليم الأسرى الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين ، لا بد أن نعترف ويعترف الجميع أن ابطال السلام في حرب غزة هما جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اللذان وقفا وقفة مشرفة بكل قوة وصلابة أمام عملية التهجير الفلسطيني إلى الأردن ومصر ، فالملك عبدالله الثاني بن الحسين هو أكثر زعيمٍ أوجع إسرائيل في حرب غزة الأخيرة، وذلك بفضل قدرته الفائقة على مخاطبة الرأي العام العالمي بحجةٍ قويةٍ ومنطقٍ مؤثر، جعلاه المتحدث الفعلي باسم العرب والمسلمين في المحافل الدولية، وأنخطابات الملك عبدالله القائمة على المنطق الأخلاقي والإنساني، قد نجحت في كسر الرواية الإسرائيلية المضللة وإعادة تعريف الحرب أمام الضمير العالمي، لتصبح قضية غزة قضية عدالة إنسانية لا نزاعًا سياسيًا ،
كما ولم تتوقف البطولة عند حدود الخطاب السياسي، بل تجسدت في القرار السيادي الشجاع لكل من الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، برفض فتح الحدود أمام محاولات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. هذا القرار كان بمنزلة السدّ العربي المنيع الذي حال دون تنفيذ أخطر مخططات الاحتلال الصهيوني في القرن الحادي والعشرين، والمتمثل في “تفريغ غزة والضفة من سكانهما” تحت ذريعة الحرب.
فلو تم فتح الحدود، لما بقي فلسطيني واحد في غزة خلال الأسبوع الأول من المعركة، ولانتهت القضية إلى مأساة تهجير جديدة تُشبه نكبة عام 1948. لكنّ القيادة الأردنية والمصرية، وبتنسيقٍ دقيقٍ وحكمةٍ عميقة، أفشلت هذا المخطط وأثبتت أن الإرادة السياسية الواعية يمكن أن تحمي الشعوب دون إطلاق رصاصة واحدة.
بطولة أهل غزة التي يشهد بها العالم اليوم لم تُصنع من فراغ، بل صاغتها أيدٍ أردنية ومصرية اتخذت موقفًا حاسمًا وشجاعا منع سقوط غزة في فخّ التهجير الجماعي. لقد امتزج صمود الغزيين تحت النار مع صلابة القرار في عمّان والقاهرة، ليولد شكل جديد من البطولة العربية المشتركة التي تجمع بين التضحية الميدانية والحكمة السياسية.
هذه الحقيقة قد لا يصرّح بها كثيرون، ولا يعرفها أو يعترف بها كذلك الكثيرون، لكنها تظل واقعًا سياسيًا واضحًا لا يمكن تجاهله ، ان صمود غزة هو ثمرة موقف عربي أصيل يقوده الملك عبدالله الثاني والرئيس السيسي، اللذان حملا على عاتقهما مسؤولية الدفاع عن الوجود الفلسطيني في وجه مشروع الإبادة والتصفية.
فيبدو أن البعض يتجاهل عمدًا أو عن غير قصد الدور المركزي للأردن ومصر في هذه المرحلة الحرجة، ربما لأن الاعتراف به يعني الاعتراف بأن الأمة ما زال فيها زعماء يملكون الرؤية والإرادة. لكن التاريخ لا يرحم، وهو يسجل اليوم أن الملك عبدالله الثاني والرئيس السيسي وقفا في الصف الأمامي لحماية الشعب الفلسطيني، ليس بالشعارات، بل بالمواقف الفعلية التي غيّرت مجرى الأحداث.
أبطال غزة الحقيقيون، كما تصفهم الوقائع لا الشعارات، ليسوا فقط أولئك الذين يقاتلون في الأزقة وتحت الأنقاض، وإنما بالمواقف الشجاعة والمشرفة من خلال الحنكة والحكمة السياسية والدبلوماسية المؤثرة ، فعلى الجميع أن يعترف بهذا الموقف وبهذه البطولة لكلا الزعيمين العربيين الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ، وللحديث بقية.
الملك عبدالله الثاني والرئيس السيسي هم أبطال غزة الحقيقيون
