الأردن… صلابة الموقف في زمن الارتجاف

50 ثانية ago
الأردن… صلابة الموقف في زمن الارتجاف

الدكتور حاكم المحاميد
إنّ مسؤولية النخب الوطنية اليوم ليست ترفاً في القول ولا تزيينًا في الخطاب، بل هي واجب عمليّ يفرضه الواقع وتستدعيه المرحلة. فالأردن يمرّ بظروف دقيقة، وأعين الآخرين شاخصة نحوه، والرياح تعصف من كل صوب، ولا بدّ لنا أن نعيد ترتيب بيتنا الداخلي بوعيٍ وإرادةٍ وصلابة.
لقد علّمنا التاريخ أنّ الأردن لم يعرف الانكسار ما دام أبناؤه ملتفّين حول قيادته الهاشمية، وما دام صوت الشعب يصدح إلى جانب صوت مليكه. واليوم، علينا أن لا نترك الملك وحده في ميدان المواجهة، فالمسؤولية مشتركة، والموقف يستلزم أن تكون النخب السياسية والاجتماعية والفكرية في طليعة الصفوف، لا في الظلّ ولا على هامش الأحداث، ولا في الصالونات الضيقة تجترّ بطولاتها.
جلالة الملك هو صمام الأمان، ودرع هذا الوطن، وحين يتقدّم الصفوف مدافعًا عن ثوابت الأردن وحقه في البقاء حرًّا عزيزًا، فإنّ واجبنا أن نمضي معه دون تردّد. لسنا في ساحة خيارات متعددة؛ إمّا أن نقف مع وطننا وقيادتنا، وإمّا أن نسمح للعاصفة أن تقتلع ما بنيناه بعرق الرجال ودماء الشهداء.
ومن هنا تبرز الحاجة الملحّة إلى تمتين جبهتنا الداخلية، وإغلاق الأبواب أمام كل أصوات التشكيك التي تحاول النيل من موقف الأردن تجاه فلسطين وقضايا الأمة. فالأردن لم يتخلَّ يومًا عن التزامه التاريخي والديني بالقضية الفلسطينية، وهو الصوت العربي والإسلامي العالي الذي ما زال يصدح في زمن صمتت فيه أو خفتت أصوات كثيرة. من واجبنا أن نصون هذا الدور، لا أن نخذّله، وأن نكون حائط الصد الأول في وجه كل محاولات بثّ الفرقة والتشويه.
إنّ الأردن يحتاج اليوم إلى رجاله، إلى صوته الواحد الموحّد، وإلى عزيمة لا تعرف التراجع. هذه ساعة الفصل، فليعلُ صوت النخبة مع صوت الملك، ولتكن راية الوطن فوق كل اعتبار، حتى يبقى الأردن عصيَّاً على كل مشروع عابر، صامدًا كما كان، وراسخًا كما أراده الله على ثرى التاريخ.
حمى الله الأردن وطناً عزيزاً، يستمدّ عزيمته من عزيمة قائده.