العاصمة الادارية الجديدة…نموذج للتخطيط الحديث وتجربة مصرية تستحق الاقتداء

24 ثانية ago
العاصمة الادارية الجديدة…نموذج للتخطيط الحديث وتجربة مصرية تستحق الاقتداء

بقلم المحامي: علي عوني الرجوب
كاتب ومستشار قانوني

خلال زيارتي إلى العاصمة الإدارية الجديدة بجمهورية مصر العربية، وما شاهدته من إنجازات حضرية وتنموية مبهرة، شعرت بأن هذه التجربة تتجاوز حدود التخطيط العمراني التقليدي، لتصبح نموذجًا متكاملًا للرؤية والاستراتيجية في بناء مدن ذكية تتوافق مع احتياجات المستقبل.

وقد حظيت خلال هذه الزيارة بشرف لقاء سعادة السفير حداد الجوهري، مساعد وزير الخارجية المصري، في مكتبه بالحي الحكومي، حيث كان اللقاء مثمراً وودياً، عكس عمق العلاقات الأردنية–المصرية وتاريخها الطويل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

ما شدّ انتباهي خلال جولتي في المدينة هو التنظيم الحضري المتقن، والبنية التحتية الحديثة التي ترتكز على أحدث تقنيات المدن الذكية. فالحي الحكومي، حيث التقيت سعادة السفير، يُعد نموذجًا عمليًا لإدارة المرافق الحكومية والخدمات العامة وفق أعلى المعايير العالمية، ما يجعل العاصمة الإدارية الجديدة أيقونة حضرية على مستوى المنطقة.

ولا يمكن المرور على هذه التجربة دون الإشادة بالدور القيادي لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جعل من هذا المشروع أولوية وطنية وحوّل رؤية طموحة إلى واقع ملموس خلال فترة قياسية، ليصبح المثال الواضح على أن الإرادة السياسية الواضحة والقيادة الحكيمة قادران على تحويل التحديات إلى إنجازات ملموسة.

إن ما شاهدته هناك يعزز قناعتي بضرورة الاستفادة من هذه التجربة الرائدة في الأردن، والعمل على إنشاء مدن جديدة حديثة تقلل الضغط عن العاصمة عمّان، وتستوعب النمو السكاني، وتفتح آفاقًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ولا شك أن الخبرات المصرية التي أثبتت كفاءتها في تنفيذ مشروع بهذا الحجم والجودة يمكن أن تكون شريكًا أساسياً لنا في تحقيق هذا الهدف.

لقد كانت زيارتي فرصة للتأكيد على أن العلاقات الأردنية–المصرية ليست علاقات عابرة، بل شراكة استراتيجية وتاريخية يمكن أن تُترجم إلى تعاون عملي أكبر في مجالات التخطيط العمراني والتنمية المستدامة، بما يحقق مصالح البلدين الشقيقين ويخدم تطلعات شعبيهما نحو مستقبل حضري أفضل.

إن العاصمة الإدارية الجديدة ليست مجرد مشروع مصري، بل هي قصة نجاح عربية ملهمة، ونموذج واقعي للتخطيط السليم والرؤية الواضحة، وتجربة تستحق أن تُحتذى في منطقتنا العربية، وبخاصة في الأردن، ليكون لنا جميعًا مستقبل حضري متطور يليق بطموحات شعوبنا.