د. هاني العدوان
مؤثرون، مصطلح بات يطلق على كل صاحب محتوى فارغ، لا يجيد الا المبتذل والسوقي لاضحاك المتابعين
تافهون بمحتواهم، وللأسف صاروا يملأون منصات التواصل الاجتماعي، ظنا منهم ان عدد المتابعين يمنحهم قيمة
ضحكهم مسخرة
حركاتهم مبتذلة
وكل ما يقدمونه قذارة فكرية بلا أخلاق
هؤلاء ليسوا مؤثرين بل ادوات فوضى تروجها بعض المنصات لتشويه المجتمع وسلخ الأجيال عن قيمهم وهويتهم
السطحية التي يعرضونها والتفاهة التي يزرعونها وقلة الحياء التي يستعرضونها
هي محتويات دنيئة ومسخرة صاخبة وقذارة بلا عقل ولا أخلاق
أين الناس، أين متابعينهم من قول الله جل في علاه “هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون”
الذين يعلمون بنوا الحضارات رفعوا البشرية حققوا المعجزات وصلوا الى القمر والكواكب، أطباء ومهندسون، علماء ودعاة ينشرون الفضيلة يحثون الناس إلى التمسك بالدين الفضيلة، يدعون إلى الخير والسلوك القويم
أما هؤلاء التافهون فلا يقدمون إلا ماهو مشين، يلهون الشباب ويسلخونهم عن قيمهم
يفسدون في الأرض
يروجون للقذارة الأخلاقية والفكرية
بالتأكيد هناك جهات خفية تدعمهم، تروج لتفاهتهم، تسعى لتدمير المبادئ وخلق فجوات بين الاجيال، وتشويه الهوية والدين
إن كل عضو سخيف منهم وكل فيديو مبتذل وكل سلوك فاضح هو جزء من مخطط خبيث يهدف لإضعاف المجتمع وانتزاع هويته وسلخه من قيمه
هؤلاء يجب أن يفضحوا صبحا ومساء، يجب تشميسهم وتعريتهم لتحجيم تأثيرهم حتى لا يلوثوا المجتمعات
وعلى الإعلام وقادة الرأي العام التصدي لهم بلا هوادة
المؤثر الحقيقي هو من يغرس الفضيلة
هو من ينشر العلم ويقود الناس الى الخير ويحفظ الهوية والقيم
المؤثر الحقيقي هو من يساعد الناس على قضاء حوائجهم ويخفف عنهم متطلبات الحياة المرهقة
هو من يربي الأجيال، المعلم في المدرسة واستاذ الجامعة
الطبيب والممرض الذي يسهر على علاج المرضى
العالم الذي يخترع، والفني الذي يصلح
الجندي في ميادين الشرف ورجل الأمن الساهر على أمن الناس
العامل الذي يتعب ويشقى لينفق على أسرته
الفنان الذي يقدم فنا نبيلا محترما يعكس ثقافة مجتمعه وصورة جميلة لوطنه
المؤثرون الحقيقيون الذين يجب دعم مبادراتهم والاشارة لهم والإشادة بهم هم من يغرسون الفضيلة وينشرون العلم ويخففون عن الناس أعباء الحياة ويبنون الأجيال ويحرسون المجتمع هم من يستحقون كل احترام وتقدير
إن المجتمع الواعي يجب ان يفرق بين من يبني ويعلم ومن يفسد ويضلل
فلنرفع مكانة المؤثر الحق، ولنزج بالتافهين في مستنقع العار حيث يستحقون، ليدركوا أن التفاهة والتهريج والقذارة الفكرية واللا أخلاقية لن تجد موطئ قدم بيننا، ولن يُسمح لها أن تعبث بقيمنا أو تنال من هويتنا
فمجتمع واع متشبث بأخلاقه لا يفتح أبوابه للانحطاط ولا يفسح المجال لأرباب التفاهة أن يفسدوا عقول الأجيال
وليعلم كل من يروج لهم أو يصفق لتفاهتهم أنه شريك في مؤامرة خبيثة تستهدف تمزيق المجتمع وتدميره من الداخل