أ.د. مصطفى عيروط
قوة وصلابة ووضوح الموقف الأردني التاريخي من أجل فلسطين عملا وقولا بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني وما تابعناه وشاهدناه في الامم المتحده ودائما بفخر واعتزاز قائدا تاريخيا هاشميا أمينا حكيما شجاعا في الحق
يحتاج في رأيي إلى تعزيز القوة الداخليه القويه خاصة في ظل ما يواجه المنطقه من تحديات متصاعده وإعتبار مفهوم القوة الداخليه رديفا لقوة الجيش والأجهزة الامنيه منهج عمل متكامل ودائم ويومي يعزز تماسك المجتمع المتماسك اصلا ويحمي استقراره المستقر دائما الراسخ الدائم والأردن دائما يواجه التحديات وينتصر عليها فمعركة الكرامه شاهد حي على الانتصار ودحر كل طامع متطرف ومعارك باب الواد واللطرون وجنين والقدس ويعبد والخليل وكل شبر في فلسطين لم ولن تنسى في الاستبسال عن الأرض والمقدسات واثناء فترة الكورونا استطاع الاردن أن يتجاوزها بنجاح معتمدا على الذات في الغذاء والماء والطاقه والدواء ولهذا فالاردن يمكن أن يكون مركزا عالميا وإقليميا للامن الغذائي
ويظهر في التاريخ القديم والحديث كما قرأت فيه شواهد تثبت أن القوة الداخليه المتماسكة كانت سلاح الشعوب في مواجهة التحديات الخارجيه
ومن خلال متابعتي في القراءه عن تأثير القوة الداخليه فإن أساس القوة الداخليه قديما وحديثا هو الإدارات الناجحه و اختيار إدارات تنفيذه ناجحه تؤمن بالعمل بكفاءه وإخلاص وليل نهار وتنجز على الواقع ولهذا في رأيي فالهندرة الاداريه اي التغيير الجذري الإداري بعد التقييم الدائم من موضوعيين في التعليم العام والعالي والاقتصاد والإعلام والخدمات وإدارات تنفيذيه هو ركيزة استمرار النجاح والتحديث
فمن التاريخ القديم:قرأت
١. المدينة المنورة في عهد الرسول ﷺ
ركّز الرسول على بناء المجتمع المدني من الداخل عبر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ووضع دستور المدينة الذي نظم العلاقة بين المسلمين واليهود والقبائل. هذا التماسك الداخلي جعل المدينة قوية قادرة على صد غزوات قريش والأحزاب.
٢. أثينا في مواجهة الفرس (القرن الخامس ق.م.)
عندما هاجم الفرس اليونان، تماسك أهل أثينا داخليًا رغم الخلافات السياسية، واعتمدوا على وحدة الصف الداخلي والاقتصاد البحري، فحققوا الانتصار في معركة سلاميس البحرية.
٢ الدولة العباسية في بداياتها (القرن الثامن الميلادي)
تمكن العباسيون من ترسيخ حكمهم عبر إدارة قوية قائمة على الكفاءات، وجذب العلماء والموهوبين من مختلف الأمصار. هذا الاستقرار الداخلي جعل بغداد مركزًا عالميًا للعلم والاقتصاد.
من التاريخ الحديث:
١ـ. بريطانيا في الحرب العالمية الثانية
واجهت خطر الغزو النازي، لكنها عززت جبهتها الداخلية عبر الاقتصاد المنزلي، توفير الغذاء، رفع المعنويات بخطابات تشرشل، وتكامل الجهود بين الشعب والجيش. هذه القوة الداخلية ساعدت على الصمود حتى جاء الدعم الأميركي.
٢. اليابان بعد الحرب العالمية الثانية
خرجت مدمرة، لكنها بنت قوتها من الداخل بالاعتماد على التعليم، الانضباط، المشاريع الصغيرة، وتحولت إلى قوة اقتصادية عظمى خلال عقود قليلة.
٣. جنوب أفريقيا بعد نهاية الفصل العنصري (1994)
تجاوزت خطر الحرب الأهلية عبر المصالحة الوطنية وتوحيد الداخل، مما سمح لها بالانتقال نحو بناء دولة أكثر استقرارًا.
فالتاريخ يثبت أن تعزيز القوة الداخلية القويه المتماسكة تزداد قوة – سواء في الاقتصاد، أو الإدارة، أو الوحدة المجتمعية أو التعليم والإعلام المهني –لانها كانت دائمًا خط دفاع رديف الجيش والأجهزة الامنيه لصد التحديات
حمى الله الاردن والشعب والجيش والأجهزة الامنيه بقيادة جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني المعظم وحمى الله سمو الأمير الحسين ولي العهد الأمين والاسرة الهاشميه