الدوحة : هل تشعل حلم الوحدة العربية… نحو أفق جديد

18 ثانية ago
الدوحة : هل تشعل حلم الوحدة العربية… نحو أفق جديد

بقلم : عوني الرجوب
باحث وكاتب سياسي

على غرار مؤتمر قطر اليوم، وجدت وشاهدت بعيني الجرافات تزيل الحدود بين الدول العربية، والدينار أصبح عملتنا الموحدة، والأسواق صارت واحدة نابضة بالحياة، وجيوشنا العربية تتحرك ككتلة واحدة، جيش عربي موحد، متجه لتحرير القدس.

في كل خطوة، أجد شعور الانتصار والفخر يملأ الروح، وكأن الأمة العربية نهضت من جديد.

شعرت بأن شعوبنا متحدة، قوية، متلاحمة على قلب رجل واحد، وأن لا شيء يقف في وجه إرادتها. تنقلت بين العواصم بلا تأشيرة، أشارك شعوبنا فرحة الانتماء الواحد، وأرى الرخاء والسخاء يعم كل ربوع الوطن العربي، وأسمع صدى الوحدة في كل شارع وسوق وميناء.
لحظة نشوة لا توصف، شعور بأن الوحدة ليست حلمًا بعيدًا، بل واقع يُعاش بكل تفاصيله.

شاهدت الأسواق العربية المشتركة تزدهر بالرخاء والسخاء، تحوي كل ثمار شعوبنا، ألوان منتجاتها، وأصوات التجار الذين يتبادلون التحية والفرح بلا قيود.
وحدت نفسي أتنقل بين دمشق، القاهرة، بغداد، الرباط، الجزائر، عمان وغيرها وكل مدينة ترحب بالزائر كما لو كان جزءًا من جسد واحد. الأطفال يلعبون في الشوارع، المواطنون يتبادلون التحايا بحرية، وكل ركن من الوطن العربي ينبض بالحياة، وكل شوارعها تعكس شعور الانتماء الواحد.

وفي كل لحظة شعرت بالنشوة والانتصار.
لم يكن الأمر مجرد جيش موحد أو سوق مشترك، بل شعورًا عميقًا بأن الأمة العربية كلها قلب واحد، إرادة واحدة، قوة لا يمكن إيقافها.

القيادة العربية المشتركة تضع مصلحة الأمة فوق أي اعتبار، والجميع يعملون بروح التعاون، بروح التضامن، بروح الحب للأرض والشعب والوطن.

لكن فجأة، استيقظت على جرس هاتفي، وإذا بي أعود إلى الواقع. لم تُرسل الجرافات لإزالة الحدود، ولم يصبح السوق العربي الموحد حقيقة، ولا الجيش العربي الموحد يتحرك نحو القدس. كل ما رأيته كان حلمًا ساحرًا ومثيرًا، لكن الصدمة كانت قاسية. ياليته ما كان حلمًا!

ومع ذلك، هذه الأحلام ليست بلا قيمة.
فهي تزرع في نفوسنا شعلة الأمل، وتذكرنا بما يمكن أن يكون، وما يجب أن نعمل من أجله. إنها تدفعنا إلى التفكير، إلى الإصرار، إلى العمل من أجل الوحدة العربية الحقيقية، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً. إنها تذكّرنا بأن الأمة قادرة على النهوض، وأن الحرية والكرامة ليست بعيدة إذا صدقت الإرادة واتحدت الشعوب على هدف واحد.

يجب أن تتحقق هذه الأحلام، وأن تصبح واقعًا ملموسًا. علينا إزالة الحواجز، تقوية الروابط، العمل بإرادة واحدة، وجعل شعوبنا جزءًا من هذه النهضة الكبرى. كل خطوة، مهما كانت صغيرة، هي بناء للوحدة الحقيقية، وكل قرار يضع مصلحة الأمة فوق كل اعتبار.

اليوم كان حلمًا، وغدًا يجب أن يكون واقعًا. لا بد أن تتحقق هذه الوحدة، وأن تتحول هذه اللحظة الخيالية إلى حقيقة نعيشها جميعًا، لأجل الأمة، لأجل القدس، لأجل كل عربي يتوق إلى الحرية والعزة. وكل شعور بالفخر والانتصار الذي عشته في الحلم يجب أن يصبح جزءًا من واقعنا اليومي.

فليكن الحلم شرارة تدفعنا نحو العمل، وليكن الواقع غاية نسعى إليها، حتى تعود الأمة العربية قوية، موحدة، حرة، وكأن التاريخ نفسه يكتب فصلاً جديدًا من العزة والكرامة باسم كل عربي
فهل نتوقع من مؤتمر الدوحه مفاجئات تريح القلوب