جمعة الغضب العربي… من مجازر غزة إلى وحدة المصير

26 ثانية ago
جمعة الغضب العربي… من مجازر غزة إلى وحدة المصير

كتب: عوني الرجوب

في هذه الجمعة، يوم الخشوع والدعاء، لا مكان للسكوت… دماء أطفال غزة، صرخات شيوخها، وبكاء نسائها تستصرخنا جميعًا.

اليوم الجمعة هو يوم الغضب والصرخة… يوم ندرك فيه أن الأمة العربية تواجه اختبارها الأعظم: هل نكون أمة حرة قوية، أم أمة منقسمة مذلولة؟

غزة تُباد أمام أعين العالم: أطفال يُستشهدون تحت الركام، شيوخ يُقتلون بلا رحمة، نساء يُشيّعن أبناءهن على أطراف المقابر الجماعية، آلاف الجرحى بلا دواء، وملايين بلا ماء ولا غذاء.
غزة تتعرض للتدمير والتجويع والإذلال، ولا أحد يرفع صوت العدالة إلا قلوب المؤمنين.

وفي لبنان وسوريا، وفي العراق واليمن، تتواصل الاعتداءات والاحتلالات بالوكالة، تتسع دائرة الخراب والدماء، وآخرها كان على قطر، ولا ندري من التالي… هل تكون مصر؟ أم الأردن؟ أم أي وطن عربي آخر يُساق إلى المقصلة؟

اليوم تتكشف الحقيقة بوضوح لا يقبل الشك: نتنياهو يقصف ويعتدي على من يشاء، متى شاء، بلا حساب ولا رقيب، وبغطاء أميركي كامل، يتصرف كما لو أن لا دولة عربية تقف في وجهه، ولا قرار عالمي يحد من طغيانه، بينما ترامب، بصفته الراعي والمدافع عنه، يفرض علينا سياسة القوة والتهديد والابتزاز والبطش، متبجحًا بالديمقراطية والعدالة والمساواة، في وقت يعرف العالم كله أن العرب يراقبون ويرون، ومع ذلك كثيرون ما زالوا قابعين في خوفهم وخنوعهم، هذا الانكسار يجب أن يتوقف فورًا، لأن الأمة لم تُخلق لتُهان، والتاريخ لن يرحم المتخاذلين، ولن تُستعاد كرامة العرب إلا بإرادة قوية توحد الصفوف وتعيد الهيبة إلى الأرض العربية.

وفي نيويورك، ينعقد اجتماع الأمم المتحدة، حيث تُلقى الخطب وتُرفع الشعارات، لكن النتائج لن تتجاوز بيانات تحفظ في الأدراج. العالم كله يتحدث عنّا، ونحن آخر من يملك القرار في قضايانا.

وفي الدوحة، جاءت دعوة قطر لعقد قمة عربية استثنائية. خطوة مهمة، لكنها لن تكون ذات قيمة إلا إذا تحولت إلى قرارات عملية وجريئة، لا بيانات تتكرر. ما نريده اليوم هو فعل حقيقي يعيد للأمة هيبتها وكرامتها.

الأمة اليوم تحتاج إلى قائد عام واحد للجيش العربي، يتم الاتفاق عليه كل عام، يشرف على جميع رؤساء الأركان في الدول العربية، لتصبح أي عدوان على بلد عربي اعتداءً على الجميع. الاتحاد بين قادة الدول العربية ضرورة حتمية، يترأسه زعيم منتخب كل عام يتم التجديد، وقراراته نافذة بالأغلبية، تمهيدًا لحلم أكبر هو الولايات العربية المتحدة. ولا بد من سوق عربية مشتركة تحررنا اقتصاديًا، وتعيد الثروة إلى شعوبنا، لتصبح قوة سياسية وعسكرية لا يُستهان بها.

أيها القادة العرب… هذه لحظة الحقيقة: إما أن تقفوا مع شعوبكم وتعيدوا للأمة عزتها، أو تكونوا شهود زور على انهيارها. التاريخ لا يرحم . والعالم لا يحترم الضعفاء.

أيها الشعوب العربية… لا تتركوا قادتكم وحدهم. اصرخوا، طالبوا بحقكم، حاسبوا من يعرقل نهضة الأمة.
الوحدة لن تأتي من فوق فقط، بل من إرادتكم أنتم، تجبرون الساسة على النهوض بمسؤولياتهم، ولن يكون هناك علينا سلطة لأمريكا ولا لإسرائيل إن اتحدنا حقًا.

هذه جمعة الغضب العربي، جمعة القرار، جمعة كتابة التاريخ: إما أن تكون بداية نهضة تعيد للأمة عزتها وكرامتها، أو شاهدة على عجزنا وتخاذلنا.
إنها صرخة للتاريخ: كفى مذلة… كفى صمتًا… آن أوان الوحدة والقوة !