بقلم الدكتور محمد الهواوشة :
العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف أعضاء من حركة حماس في قطر ليس مجرد عملية أمنية عابرة، بل هو إعلان وقح أن إسرائيل لم تعد ترى للعرب وزناً، ولا لسيادتهم قيمة، ما دامت واشنطن تمنحها الغطاء والدعم الكامل.
إسرائيل تتصرف اليوم وكأنها الشرطي فوق أرضنا، تنفذ عملياتها حيث تشاء، تضرب في غزة، تقتل في لبنان، تقصف في سوريا، وها هي تمتد الآن إلى قطر… وغداً من يضمن ألا تكون الضربة في عمّان أو القاهرة أو الرياض أو أي عاصمة عربية أخرى؟
هذه ليست عملية ضد حماس فقط، بل إهانة لكل عربي ومسلم، واستهزاء سافر بسيادة الدول. وما كان لإسرائيل أن تجرؤ على ذلك لولا الضوء الأخضر الأمريكي، الذي يغطي جرائمها في كل مكان، ويمنحها شعوراً بأنها فوق القانون الدولي وفوق المحاسبة.
إزاء هذا المشهد المخزي، لم يعد أمام الأمة سوى خيار واحد:
تشكيل ناتو عربي-إسلامي، حلف دفاعي صلب، يضع معادلة واضحة:
أي عدوان على دولة عربية أو إسلامية = عدوان على الجميع.
أي استهداف لسيادة أي عاصمة عربية أو إسلامية = رد عسكري مشترك يردع المعتدي.
لقد تعبنا من بيانات الشجب والإدانة التي لا توقف رصاصة ولا تحمي سيادة. الشعوب العربية والإسلامية تملك الطاقات والقدرات والجيوش والموارد، لكنها بحاجة إلى قرار شجاع يوحّد الصف ويوقف الغطرسة الإسرائيلية والأمريكية عند حدها.
إن لم نتوحد اليوم، فسنبقى مسرحاً للعدوان والاستهانة غداً. والخيارات واضحة: إما قوة ردع عربية-إسلامية تكتب تاريخاً جديداً، أو عجز وخضوع يترك للأعداء كتابة تاريخنا بدمائنا.