حوار مع معلمة!

27 ثانية ago
حوار مع معلمة!

بقلم: د. ذوقان عبيدات

كنت دائما أرفع شعارات مثل:
_أنا مع الطالب في خلافه مع المعلم،
_ وأنا مع المعلم في خلافه مع المدير، أو المشرف!
_ وأنا مع المدير في خلافه مع الوزارة!
_ وأنا مع أولياء الأمور في خلافهم مع التعليم.
هذه الشعارات تعكس إحساسي بأن ممارسة السلطة غالبًا ما تتعدى المهام والمسؤوليات.

(١)
*موضوعات الحوار*
في حوار مع معلمة في منطقة ريفية حول شؤون مدرسية، كنت أستوضح عن علاقات المعلمة بالطالبة، وطرق سير الحصة التعليمية، ونظرة المعلمة إلى الطالبة، واتجاهات الطالبات نحو المدرسة من وجهة نظر المعلمات، وعلاقة المعلمة بالمديرة، والمشرف التربوي، والأهل، ونظرة الأهالي، أو ما يريده الأهالي من المدرسة… إلخ.
ويهمني هنا أن أنقل بعض ما يُسمح به من جوانب الحوار؛ مؤكدًا أنّ ما أنقله هو رأي معلمة واحدة، قد يعبر عن الحقيقة بدرجات متفاوتة. وقد يكون هذا استطلاعًا “نوعيًا”، وهو مألوف، ومسموح بالبحث العلمي!

(٢)
*المعلمة والطالبة*
أوضحت المعلمة أن علاقات الطالبة والمعلمة تقوم على الشك، والاتهامية، وعدم الثقة؛ فالطالبات لا يأتين بحثًا عن التعليم، بل قد تقتصر سلوكيات الطالبة على الحصول الآمن على علامات مدرسية تنقلها إلى الجامعة، أو الحياة! ولولا التشدد في إجراءات الغياب لانخفض الدوام المدرسي كثيرًا.
ولذلك، فإن حوار معلمة – طالبة
يتميز بما يأتي:
-حرص المعلمة على ضبط الصف، وفرض الهدوء اللازم لبدء الحصة، بما يستهلك عشر دقائق. وهو وقت طويل نسبيّا.
-تستخدم بعض المعلمات كلمات الضبط التقليدية وهي كلمات مستخدمة منذ زمان حين كان تأهيل المعلمات محدودًا مثل،
اخرسي، “مش مؤدبة”، أهلك ما ربوك!”مش جاية تتعلمي”….إلخ
-تتدخل المعلمات في علاقات الطالبات، ويمنع استخدام الهاتف في المدرسة.
فالعلاقات تقوم على الضبط في غياب شبه كامل للاحترام والحنان.

(٣)
*المعلمة والشعارات الدينية*
تصرف المعلمة، والثقافة المدرسية جهودًا مركزة على ضبط ملابس الطالبات، وتشجيع الحجاب، والتحيز نحو المحجبات. ونقد سلوك غير المحجبات.طبعًا، هذا الجو قد يكون متبوعًا بسلوكيات أخرى ليست قانونية.

(٤)
*المعلمة والمديرة والمشرف/ة*
ما زالت علاقات المعلمة بالإدارة، والإشراف تقوم على الحذر والخوف؛ وهذا يولد ثقافة الصمت، والمجاملة، والإحباط!!
تلاحَق المعلمات بضرورة وضع الخطط التدريسية، وتحليل المحتوى، حيث اكتشفت المعلمات طرق التحايل في نسخ الخطط من مصادر متنوعة، و المديرة والمشرفة تعلمان هذا الخداع وتتظاهران بسلامة الموقف. تسمع المعلمات كثيرًا عن استراتيجيات التدريس الحديثة، وتعليم التفكير، إلّا أنهن لم يتلقين ما يساعدهن على تطبيق ذلك. فالمعلمات مثقلات بخطط علاجية وخطط إثرائية، وامتحانات مستوى وواجبات ورقية تضيع من خلالها أي اهتمامات بالإبداع والتطوير.

(٥)
*نموذج الطالبة*
يمكن مما سبق، الاستنتاج بأن علاقة الطالبة بالمدرسة علاقة واهنة، مما يكرر ما سبق قوله في هذا المجال. فما زالت المدرسة تنظر للطالبة بوصفها رقْما، وليس إنسانًا. فالحفّاظ والحافِظات المطيعات هن النموذج المطلوب! وما زلنا نكرّم الحافظات والحُفّاظ!
يعني تعليم أيام زمان!!
فهمت عليّ؟!!