مقترح تحويل وسط البلد في عمان إلى منطقة خالية من السيارات على نظام BOT

37 ثانية ago
مقترح تحويل وسط البلد في عمان إلى منطقة خالية من السيارات على نظام BOT

وطنا اليوم: بقلم خالد صفران البلاونة
يُعَد وسط البلد في عمان القلب النابض للمدينة، ومركزًا يجمع بين التراث الروماني والإسلامي والحديث، بما فيه من المدرج الروماني، الجامع الحسيني، الأسواق التقليدية، والمباني التراثية التي تحتفظ بذاكرة الأردنيين. غير أن المنطقة اليوم تواجه ازدحامًا مروريًا خانقًا، تلوثًا هوائيًا وصوتيًا، وضغطًا شديدًا على بنيتها التحتية، ما يفقدها جزءًا كبيرًا من جاذبيتها السياحية والثقافية.

الرؤية:
إعادة إحياء وسط البلد وتحويله إلى منطقة مخصصة للمشاة فقط، مرتبطة بشبكة نقل حضري متطور (قطار أنفاق/ترام خفيف)، عبر شراكة مع القطاع الخاص وفق نظام BOT، بما يجعلها بيئة شبيهة بمدن أوروبا العريقة ولكن بروح أردنية أصيلة.

الأهداف:
1. حماية الإرث التاريخي والثقافي من التلوث والتدهور.
2. تعزيز السياحة الداخلية والخارجية عبر توفير بيئة جاذبة للمشاة والزوار.
3. تطوير بنية تحتية حديثة للنقل العام المستدام (أنفاق، قطار خفيف).
4. تحفيز الاستثمارات التجارية والعقارية والسياحية.
5. خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.

آلية التطبيق وفق نظام BOT
التمويل: يتحمل المستثمر أو تحالف استثماري تكلفة المشروع بالكامل (تُقدّر بين 1 – 1.5 مليار دولار).

البناء: تنفيذ المشروع على مراحل تبدأ بالممرات والساحات، وصولًا إلى تشغيل شبكة النقل الخفيف.

التشغيل: فترة امتياز تتراوح بين 20 – 25 سنة يُعيد خلالها المستثمر استثماراته من خلال:
– عوائد تذاكر القطار الخفيف.
– تأجير المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي الناتجة في الساحات.
– تنظيم الفعاليات والمعارض الثقافية والسياحية.

نقل الملكية: بعد انتهاء فترة الامتياز تنتقل البنية التحتية كاملة إلى الحكومة الأردنية.

مراحل التنفيذ (3 سنوات أولى كبداية)

السنة الأولى:
إجراء دراسات جدوى شاملة (مرورية، بيئية، اقتصادية).

إطلاق عطاء دولي لجذب الشركات العالمية.
بدء تنظيم السير وإنشاء مناطق تجريبية للمشاة.

السنة الثانية:
– إعادة تأهيل ساحة الجامع الحسيني ومحيط المدرج الروماني كساحات مشاة.
– إنشاء ممرات واسعة، وزيادة التشجير والمسطحات الخضراء والإنارة الذكية.
– تنظيم الباعة المتجولين وتخصيص أماكن حضارية لهم.

السنة الثالثة:
– إطلاق المرحلة الأولى من القطار الخفيف لربط وسط البلد بالعبدلي والمحطة.
– تطوير واجهات المباني والمحلات التجارية ضمن هوية تراثية حديثة.
– إطلاق حملات تسويق وطنية ودولية لوسط البلد كوجهة صديقة للمشاة وللبيئة.

العوائد المتوقعة:
– زيادة أعداد الزوار بنسبة تصل إلى 40%.
– تحفيز الاستثمارات التجارية والعقارية بما يعادل مئات الملايين سنويًا.
– توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
– تقليل الانبعاثات والتلوث المروري وتحسين الصحة العامة.
– تعزيز مكانة عمان عالميًا كمدينة عصرية تحافظ على تراثها.
– ضمان تشغيل وتأمين كل من يتضرر من المشروع ضمن آليات ومعايير عادلة ومدروسة ودمجهم بالمشروع ذاته.⁠

إن تطبيق هذا المشروع سيحوّل وسط البلد من نقطة ازدحام خانقة إلى قلب نابض بالحياة والثقافة والفن والسياحة، ويضع عمان على خارطة المدن العالمية التي نجحت في إعادة الاعتبار لمراكزها التاريخية.

المشروع قابل للتنفيذ بجدية إذا ما تكاتفت الحكومة، القطاع الخاص، وأمانة عمان لإطلاقه عبر نظام BOT يضمن استدامة التمويل وسرعة الإنجاز.
خالد صفران البلاونة .
JUSUR INTERNATIONAL
CONSULTING