الاتحاد قوة لمواجهة التحديات

19 ثانية ago
الاتحاد قوة لمواجهة التحديات

أ.د. مصطفى عيروط

من التاريخ ففي معركة بدر وأحد والخندق وقف المسلمون صفا واحدا مع قيادتهم فحققوا النصر أو صمدوا في وجه أعتى قوة في زمانهم بينما كان الخلل في الطاعه أو التفرق سببا للانتكاسه كما في أحد

والقائد صلاح الدين الايوبي وحد صفوف المسلمين في مصر والشام والعراق فازال الخلافات الداخليه وتمكن من هزيمة الصليبيين في معركة حطين عام ١١٨٧م محررا القدس

وكان العرب قبل الاسلام قبائل متناحره تسلطت عليهم قوى خارجيه لكن بعد توحدهم تحت راية الإسلام أصبحوا قوة عظمى امتدت من الأندلس إلى الصين

ومن التاريخ الحديث فحين اتحدت الدول الحليفه في الحرب العالميه الثانيه (بريطانيا -الاتحاد السوفيتي-الولايات المتحده) رغم اختلاف- ايديو لوجياتها- تمكنت من هزيمة النازيه والفاشيه

وفي الجزائر عندما وحدت جبهة التحرير الوطني الشعب ضد الاستعمار الفرنسي فانتصر الشعب بعد أكثر من ١٣٠عاما من الاحتلال

ولعل اتحاد الشعوب في مواجهة الكوارث مثلا في جائحة كورونا لم تتمكن اي دوله في مواجهتها بمفردها بل كان التعاون والتكاتف بين الشعوب والحكومات هو السبيل لتقليل الخسائر

ومع بدايات القرن العشرين ومع سقوط الدوله العثمانيه ووقوع معظم الدول العربيه تحت الاستعمار الأوروبي برزت فكرة القوميه العربيه كدعوة للوحده في مواجهة التجزئه وتاسست الحركة القوميه العربيه على مبادىء الحريه والوحده والاستقلال واعتبر مفكرون مثل ساطع الحصري- أن العرب امه واحده- وان ما يفرقهم حدود مصطنعه فرضها الاستعمار- ففي حرب أكتوبر عام ١٩٧٣اظهرت تضامنا عربيا واسعا حيث ساهمت دول عربيه عدة في الحرب فيما استخدمت دول النفط سلاحا المقاطعه النفطيه للضغط على الغرب ولعل مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس عام ١٩٨١ يعتبر تجربة للوحده الناجحه و التكامل العربي في الخليج العربي فحقق تعاونا سياسيا واقتصاديا وأمنيا ملموسا

والقضية الفلسطينية بقيت وستبقى رمزا لوحدة العرب والدول العربيه قيادات وشعوب فترى قضية فلسطين قضيه مركزيه ولن تنجح اي قوى في العالم شطب فلسطين ومهما بلغت اي قوة وتطرف فالذي يعمل ويسعى للتوسع والتطرف وشطب فلسطين على حساب الغير لن ينجح وسيخسر

والشعوب العربيه والاسلاميه والقيادات العربيه والاسلاميه لن تسمح له وستتحول إلى حرب دينيه لا تبقي ولا تذر ولذلك الحل بسلام عادل مشرف بدوله فلسطينيه على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧وعاصمتها القدس الشرقيه والتعاون والتنميه فمن يعش بعقلية القلعه والتوسع والتطرف لم يقرأ التاريخ ولا يأخذ دروسا من التاريخ فهتلر باحلامه ونازبته وتوسعه انتهى

لذلك عند مواجهة التحديات يبقى الاتحاد والتنسيق العربي هو السد المنيع أمام التحديات والتهديدات الخارجيه وهو أساس القوة في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل وبناء تحصينات داخليه قويه جدا ومحاسبة كل من يحاول إثارة الفتن والاتحاد يقوى اكثر في بناء مؤسسات توجيه وطني فعاله قويه ومؤثره والاتحاد هو طريق الانتصار بينما الخلاف والفتن بين الصفوف كان دائما سببا للهزيمه والانكسار

فبلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان فلا حد يباعدنا ولا دين يفرقنا لسان الضاد يجمعنا بغسان وعدنان لنا مدينة سلفت سنحييها وإن دثرت ولو في وجهها وقفت دهاة الإنس والجان فهبوا يا بني قومي إلى العلياء بالعلم وغنوا يا بني أمي بلاد العرب أوطاني بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان
وعند مواجهة التحديات فالاتحاد قوة ويقوى بثورة اداريه داخليه تعتمد الكفاءات والإخلاص والانجاز اولا ودائما
والاعتماد على الذات صحيا وغذائيا وخدماتيا وتقوية الجبهات الداخليه.