كيف ألغت ألأم الديمقراطية في صباح الجمعة

ساعتين ago
كيف ألغت ألأم الديمقراطية في صباح الجمعة

بقلم: الدكتور سداد عوني الرجوب – كاتب سياسي

في مساء يوم خميس، كنا على مائدة العشاء مع أشقائي الخمسة وشقيقاتي الثلاث، في حضرة الأم والأب، ليصبح الحضور 11 شخصًا.

فجأة يسأل الأب:
“غدًا الجمعة، يوم عطلتكم، أين سنذهب؟ بيت عمكم أم بيت خالكم ام إن هناك خيار ثالث لديكم ؟”

أُتيح لنا خيار التصويت، وصوّت الجميع لصالح بيت العم، إلا صوت واحد… صوت الأم التي قالت: “سنذهب إلى بيت خالكم.”
الأغلبية حسمت الأمر لصالح بيت العم، وأعلن الأب وقالها صراحة: “أنا مع رأي الأغلبية، حسم الأمر قولا واحدًا.” شكرناه على التزامه واعتبرنا أن القضية انتهت بالديمقراطية، وذهبنا للنوم.

لكن صباح الجمعة، استيقظنا استعدادًا للذهاب لبيت العم لنجد الأم تضحك بسخرية المنتصر:
“هيا، يا أولاد، جهزوا أمتعتكم، سنذهب إلى بيت خالكم.”

التفتنا إلى الأب وهمسنا لبعضنا البعض: “ماذا جرى؟ ما الخطب؟” فوجدناه جالسًا يتظاهر بقراءة الجريدة، وكأن لا علاقة له بالأمر… وكأن التصويت الذي حسمناه بالأمس لم يكن له أي قيمة رغم مباركته.

وكل منا التزم الصمت، متقبلًا القرار الأخير، لا لروح الديمقراطية.

ومن ذلك اليوم، تعلمت درسًا مهمًا: ان الديمقراطية أحيانًا مجرد لعبة، والنزاهة قد تختفي بين ضحكة الأم وتظاهر الأب بالجدية.
فالقرارات تُتخذ في الغرف المظلمة، بينما الشعب نائم – ونحن الأبناء كنا نظن أن الأب يملك الكلمة الأخيرة.؟ ولكن!

في النهاية، ليس المهم أين ذهبنا… المهم أنني تعلمت أن الديمقراطية تبدأ عند المائدة وتنتهي عند باب المطبخ، وأن غرفة نوم ألأم ، كما يبدو، هي من تصنع القرار النهائي للأب، لتلغي كل ما سبق من قرارات