وطنا اليوم:أشعل إعلان وفاة القاضي الأمريكي، فرانك كابيرو، الذي ذاع صيته ولقّب بـ”القاضي الرحيم”، تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتوفي القاضي الأمريكي الشهير فرانك كابريو، الملقب بـ”القاضي الرحيم”، الأربعاء، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع سرطان البنكرياس، وفق ما أعلن الحساب الرسمي المتخصص بأخباره.
وأشار البيان إلى أن كابريو رحل بعد رحلة مؤلمة مع المرض الذي شُخّص به عام 2023، وتمكن من التغلب عليه مؤقتًا في 2024 قبل أن تعاوده الانتكاسة مؤخرًا وتعيده إلى المستشفى.
وكان القاضي قد وجه رسالة مؤثرة لمحبيه ومتابعيه عقب دخوله المستشفى، ناشدهم فيها الدعاء له، مؤكّدًا إيمانه العميق بقوة الدعاء وقدرته على منحه القوة في مواجهة هذا الابتلاء.
واشتهر كابريو، الذي شغل مقاعد القضاء لأكثر من 40 عامًا، بأحكامه المليئة بالرحمة والإنسانية تجاه المتهمين البسطاء، ما أكسبه شهرة عالمية عبر مقاطع الفيديو المنتشرة من قاعاته القضائية، والتي أظهرت عدالته الممزوجة بالشفقة، ليُلقب بجدارة بـ”القاضي الرحيم”.
وفي يناير الماضي، أعلن القاضي اعتزاله الحياة القضائية بعد أربعة عقود من الخدمة، تاركًا وراءه إرثًا إنسانيًا وقضائيًا سيظل حاضرًا في ذاكرة الملايين حول العالم.
وفي مقابلة في سبتمبر 2023، كشف كابريو أن “سرّ الاقتراب من الناس” يعود إلى تربيته العائلية وترابط أفراد أسرته، قائلا إن والديه وأقاربه غرسوا فيه قيم الرحمة وتفهّم الآخرين.
وأوضح أنّ كثيرا من من يمثلون أمام القضاء يرزحون تحت أعباء عائلية واقتصادية قاسية، مضيفاً: “أضع نفسي مكانهم ببساطة وأتمنى أن تؤخذ ظروفهم في الاعتبار”.
وتحدّث أيضا عن حفاوة الاستقبال في الإمارات خلال زيارته عام 2023، مشيدا بلطف الشعب الإماراتي وقوة الروابط الأسرية في المجتمع، قائلاً إنه شعر وكأنه “فرد من العائلة”.
سيرة مختصرة
وُلد كابريو في 24 نوفمبر 1936، وتولّى رئاسة محكمة بروفيدنس البلدية منذ 1985، قبل أن يتقاعد بعد ما يقارب أربعة عقود على المنصّة.
ذاعت شهرته عالميا بين 2018 و2020 مع بثّ برنامج “Caught in Providence”، قبل أن تتحول مقتطفاته إلى ظاهرة على الشبكات الاجتماعية.
أعلن إصابته بسرطان البنكرياس في 2023، واستمر لاحقاً بنشر رسائل شكر ودعاء إلى متابعيه حتى أيامه الأخيرة.
إرثٌ يتجاوز قاعة المحكمة
رسّخ كابريو صورة “العدالة الرحيمة” التي لا تتسامح مع الخطأ لكنها تُصغي وتوازن بين القانون والظروف الإنسانية، ما ألهم صُنّاع السياسات والمهتمين بإصلاح العدالة الجنائية لتبنّي مقاربات أكثر إنصافا تجاه الفئات محدودة الدخل.