حزين عليك يا وطني

24 يوليو 2025
حزين عليك يا وطني

بقلم ماجد ابو رمان
أين المؤثرين نجوم تيك توك أين أصحاب المعالي ابطال البودكاست أين نواب “الشنته ” أين أحزاب المنافع والمناصب اللذين تبنّتْهم الدولة… حين احتاجت الدولة إلى صوت؟ أين أنتم يا أصحاب المعالي والسعادة؟ يا من تحترفون الصوت العميق، والنبرة المتأنية، والعين المحدّقة بالكاميرا؟ أين اختفيتم حين ضُرب موقف الأردن في غزة؟ حين اتُّهم الجيش الذي حمل المساعدات بأنه شريك في الحصار؟ وحين صارت المساعدات “عرضًا مسرحيًا لإلهاء الشعوب”؟ في كل أزمة تُكشف العورات، وتُفرَز الأصوات. وفي أزمة الأردن مع موجات التشكيك بدوره في دعم غزّة، كان الغيابُ هو البطل الوحيد… والمؤثّرين الذين تَبَنَّتْهم الدولة، تَبَخَّروا مع أول مواجهة حقيقية. أين صنّاع المحتوى؟ هؤلاء المؤثرين اللذين شجّعتهم الدولة، واستثمرت فيهم، ودعمتهم ليكونوا جبهة إعلامية موازية… اختفوا عند أول حاجة حقيقية لصوتهم.”. كأنهم موظفو موسم، ينشطون في الاحتفالات، ويغيبون في المصائب. حين تبنتهم الجهات الرسميه، كانتِ تظن أن الولاء يُصنع بالإعجابات، وأن الانتماء يقاس بعدد المتابعين. لكن هذه الأزمة أثبتت أن الصوت الحقيقي لا يحتاج كاميرا، بل ضميرً أما نحن، أبناء الهامش، اللذين لم ندخل في برامج “تمكين رقمي” ولا مؤتمرات “الشباب المؤثر”، فقد كتبنا، وصرخنا، ودافعنا… لأننا لا نحتاج تصريحًا لنحب هذا البلد، ولا رعاية لنكون مع الحق لكن عتبنا ليس على العدو، بل على من اشترى المي.