الغطرسة الصهيو-أمريكية من بغداد إلى طهران: من التالي؟

32 ثانية ago
الغطرسة الصهيو-أمريكية من بغداد إلى طهران: من التالي؟

بقلم: [ عوني الرجوب ]

  باحث وكاتب سياسي

لم تبدأ المعركة اليوم، ولم تكن إيران هي أول المستهدفين.

المشروع الصهيو-أمريكي بدأ منذ عقود، حين سُحقت بغداد، وقُطّعت أوصال العراق، وتم بيع أسلحتها ودباباتها وقواربها سكراب في مواني الظلم والإستبداد ودُمّرت سوريا، ، وذُبِحت ليبيا، وأُنهكت تونس، وشُرّدت اليمن، وقُسم السودان، ومحاولة عزل مصر وأُسكتت المقاومة في كل مكان.

ثم جاءت المعركة الأوضح: إبادة حزب الله في لبنان، وخنق غزة، وتدميرها وقتل الأطفال والشيوخ الركع وتجفيف منابع الدعم لحركات التحرر في كل العالم العربي والإسلامي.

وبعدما طوّقوا الطوق حول المقاومة، وفتّتوا الجغرافيا، توجهوا مباشرة نحو إيران، لقناعتهم انها آخر قلاع الردع العقائدي والسيادي في الإقليم.

فهل يُخطئ من يسأل:

هل أصبحت أمريكا وإسرائيل راعيتين للإرهاب؟

■ نتنياهو يهدد، والعالم يصفّق!

في الوقت الذي يعلن فيه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – جهارًا – أنه سيُبيد إيران، ويقتل قادتها العسكريين، ويقصفها بلا توقف، لا يجد من يردعه، بل يجد واشنطن تمده بالسلاح والدعم، وتُبرر جرائمه.

وإذا توقفنا قليلًا، فسنجد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال علنًا إنه “سيمحو إيران عن وجه الأرض”.ويرحل اهل غزة من ديارها ويجعلها منتجعات سياحيه وقال ايضا انه سيقتل المرشد الإيراني باي وقت يراه مناسبا وكأن هذه الزعامات دم بيد ترامب

هذه ليست خطابات سياسية، بل إرهاب دولي موثّق بالصوت والصورة.

فكيف لا يُدرج قادة كهؤلاء على قوائم الإرهاب الدولي؟

أين هي الأمم المتحدة؟ وأين القانون الدولي؟

أم أن هذه القوانين لا تُطبّق إلا على الفقراء والمقاومين والمستضعفين؟

■ مفاوضات على ماذا؟ ومن نصب إسرائيل شرطياً على المنطقة؟

وسط هذا الجنون، تأتي بعض الأصوات الدولية لتطالب إيران بـ”ضبط النفس” والعودة إلى المفاوضات.

لكن… مفاوضات على ماذا؟

 • على حقها في امتلاك التقنية النووية السلمية؟

 • على حقها في حماية أراضيها بعد خروقات صريحة لسيادتها؟

 • على حقها في الرد على اغتيال قادتها وضرب منشآتها ومطاراتها؟

وما هذه النكتة السوداء التي تقول إن “إسرائيل” هي من يُحدد من يحق له امتلاك قوة نووية؟

أليست إسرائيل هي الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك رؤوسًا نووية تتجاوز الـ90 رأسًا؟

 • لم تُوقّع على معاهدة منع الانتشار النووي.

 • لا تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 • ومع ذلك، تمنع غيرها، وتهدد من يقترب.

إنها أبشع صور النفاق السياسي والغطرسة النووية، بل هي عنصرية دولية تُفرّق بين “سلاح شرعي” بيد الاحتلال، و”خطر وجودي” إذا امتلكه غيره.

■ من بعد إيران؟ الخطر لم ينتهِ

السؤال الذي يجب أن يُطرح بقوة اليوم:

هل ستتوقف هذه الغطرسة عند حدود إيران؟

الجواب: بالتأكيد لا.

 • تركيا ليست بمنأى عن الاستهداف .

 • باكستان، بقوتها النووية، دائمًا على لائحة القلق الغربي.

 • الجزائر ومصر وسوريا والأردن والخليج وأي دولة عربيه تحلم بالنهضة أو السيادة، ستُستهدف سياسيًا واقتصاديًا وربما عسكريًا.

إنهم لا يريدون دولة قوية، ولا نظامًا مقاومًا، ولا صوتًا حرًا في المنطقة.

يريدون شرقًا أوسط مفرغًا من الإرادة، محكومًا بالقواعد الأمريكية، محاطًا بإسرائيل كشرطي نووي، يحق لها ما لا يُسمح لغيرها به.

■ من يقف؟ ومن يتفرج؟

في غزة… لا تزال الصواريخ تُطلق، رغم الحصار والموت اليومي. وعليه ان تستسلم لايرائيل والا يستمر القتل والتنكيل

في لبنان… لا يزال حزب الله يُرعب العدو رغم تدميره والطعنات التي تلقاها.

في إيران… لا تزال القيادة تقف، رغم الضغط، والتآمر، والاستهداف المباشر.

لكن… أين العرب؟ أين صوت السيادة؟ أين المشروع القومي؟

هل ننتظر حتى يُصبح الدور علينا جميعًا؟

 يا أمة استُهدفت دولة بعد أخرى… متى تستفيقين؟

لنكن واضحين:

ما يجري ليس حربًا على إيران، بل مشروع طويل لتصفية كل صوت حر في الشرق، ولإسكات كل من يحلم بالكرامة والسيادة.

من يبدأ بالتحريض على طهران اليوم، قد يجد نفسه غدًا تحت نفس السكين.

فالمعركة ليست على السلاح النووي، بل على السلاح الإرادي…

على من يجرؤ أن يقول “لا”.

وإذا لم تستفق الأمة الآن، فلن تجد ما تدافع عنه لاحقًا.