وطنا اليوم:أعلنت المنظمة السورية للطوارئ (SETF)، بالتعاون مع منظمة الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة (IRUSA)، عن الإغلاق الرسمي لمخيم الركبان للنازحين السوريين الواقع سابقًا على الحدود السورية-الأردنية.
وجاء ذلك بعد إتمام عملية إعادة آخر العائلات العالقة إلى مناطقها الأصلية، في خطوة تشكل نهاية واحدة من أقسى المآسي الإنسانية في تاريخ سوريا الحديث.
تأسس مخيم الركبان مطلع العقد الماضي في منطقة خفض التصعيد المحيطة بقاعدة التنف الأميركية، وبلغ عدد قاطنيه في ذروته أكثر من 85 ألف نسمة، معظمهم من نازحي البادية السورية.
وعلى مدى سنوات، عاش الأهالي في ظروف كارثية، حيث فُرض عليهم حصار خانق من قِبل نظام الأسد البائد وحلفائه، ما أدى إلى انعدام شبه تام للغذاء والدواء والخدمات الأساسية، وفرض على السكان الاعتماد على التهريب كوسيلة للبقاء.
واجه النازحين في الركبان صعوبات كثيرة لم تنتهي بعد إسقاط نظام الأسد البائد حيث بقيت 86 عائلة (394 فردًا) عالقة في المخيم لأسباب لوجستية تتعلق بغياب الموارد والخدمات في مناطق العودة.
ووفق مراقبون فإن إغلاق مخيم الركبان يرمز إلى تحوّل تاريخي في الملف السوري، ليس فقط كواقعة إنسانية، بل كدليل على إمكانية إنهاء الكارثة السورية بإرادة من الداخل ودعم من الخارج. لكنه في الوقت نفسه يطرح تساؤلات حول مصير عشرات المخيمات المشابهة، وضرورة تفادي تكرار الكارثة بصمت دولي قاتل.
يشار إلى أن الركبان كان محاصرًا من جميع الجهات بمناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري السابق الأسد، كما أغلق الأردن حدوده وأوقف عمليات تسليم المساعدات المنتظمة عام 2016 بعد هجوم لداعش الارهابي عبر الحدود أسفر عن استشهاد جنود أردنيين.
هذا ويقع مخيم الركبان في الصحراء السورية الشرقية، وقد عانى سكان المخيم المجاعة والمرض والإهمال والحرمان وتقطعت بهم السبل بعد أن حاصرتهم قوات النظام المخلوع لسنوات، قبل إسقاطه وإنهاء حكمه إلى الأبد، ما يفتح الأبواب أمام عودة المهجرين وبناء سوريا.
إغلاق مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية
