وطنا اليوم:في استجابة لنداء مجتمعي واسع وملحّ، أطلق عدد من النخب الدينية والفكرية والاجتماعية في الأردن مبادرة مجتمعية، تستهدف تخفيف الأعباء المالية التي تثقل كاهل الأردنيين بسبب بعض العادات والتقاليد الاجتماعية، التي وإن نبعت من قيم أصيلة، إلا أن ممارستها اليوم تشهد انحرافا عن جوهرها، وتتحول أحيانا إلى عبء مادي ونفسي على الأفراد والعائلات.
وجاءت هذه التوصيات ثمرة حوار مجتمعي جاد، شارك فيه علماء من الديانتين الإسلامية والمسيحية، ومثقفون وناشطون من مختلف الأطياف، وجاء هذا الحراك ليعيد التوازن بين أصالة الموروث وحداثة الواقع، مستندا إلى وثائق مجتمعية تاريخية مثل وثيقة السلط الشعبية، التي انطلقت قبل 44 عاما، وأمثالها في الكرك وإربد وسواهما.
6 توصيات تقترحها المبادرة لضبط العادات والتقاليد الاجتماعية
وقد خرج الحوار بتوصيات عملية تحت ستة عناوين رئيسية تضبط العادات والتقاليد في الأفراح والأتراح، نستعرضها فيما يلي:
1- بيوت العزاء: مواساة بلا تكليف
في ظل الألم الذي يرافق الفقد، تؤكد التوصيات أن العزاء الحقيقي لا يكون في التكاليف والمظاهر عن بعض العادات والتقاليد المغلوطة، بل في الكلمة الطيبة والمواساة الصادقة. وقد شددت التوصيات على ضرورة إعادة العزاء إلى بساطته وعمقه الإنساني:
تقليص مدة بيت العزاء إلى يومين فقط، من الساعة 4 مساء حتى 10 ليلا، وفي رمضان بعد صلاة المغرب.
الاكتفاء بالمصافحة دون التقبيل، وتقديم الماء والقهوة فقط.
الامتناع عن تقديم الطعام أو توزيع التمور وكتيبات الأدعية، ومن رغب فليوجه ذلك للفقراء وطلاب العلم.
لا يطلب من أهل الميت إعداد الطعام، ويكفي أن يقدم لهم الطعام من المقربين بما لا يتجاوز “خمسة مناسف”.
الامتناع عن إقامة ولائم في بيوت العزاء أو بعدها، والاعتذار عن زيارات السنوية أو الأربعينية.
الاكتفاء بالجناز الثالث والتاسع والأربعين في الكنيسة وتقبل العزاء في الباحة.
ضرورة الامتناع عن التدخين في أماكن العزاء.
2- الجاهة والخطوبة: الزواج مودة لا مظاهر
ترى التوصيات أن الزواج ميثاق إنساني لا ينبغي أن يغلف بالمظاهر، بل بالنية الطيبة والتيسير. ودعت إلى العودة إلى الجوهر الحقيقي للزواج:
تقليص عدد المشاركين في الجاهة إلى 50 شخصا من الطرفين، وإقامتها في بيت العروس.
التخلي عن المظاهر الرسمية والنفاق الاجتماعي.
الامتناع عن دعوة المسؤولين ما لم تكن العلاقة شخصية، ومطالبة أصحاب المناصب بعدم الحضور.
الاكتفاء بحفل خطوبة عائلي بسيط.
التخفيف من نفقات التجميل والملابس.
دعوة أهل العروس للمساهمة في التكاليف.
الامتناع عن إقامة الخطوبة في الفنادق أو الصالات المكلفة.
تقليل استخدام الورود والاكتفاء بالنقوط كهدية رمزية غير مشروطة بالرد.
3- حفلات الزواج: فرح بلا إسراف
تحث التوصيات على إعادة الأفراح إلى جذورها البسيطة، التي تجمع الناس على المحبة والفرح، لا على التكاليف والديون:
إقامة حفلات العرس في فناء المنزل أو الحارة، دون فرق فنية أو مظاهر صاخبة.
الاكتفاء بحفلات الحناء وحمام العريس في البيت.
التخفيف من المهور وتكاليف الذهب بما لا يتجاوز 3000 دينار والمؤجل لا يزيد على 5000 دينار.
عدم تجاوز زفة العروس 5 سيارات.
الاقتصار في غداء العرس على 30 منسفا بحد أقصى، مع ترشيد العدد على كل منسف.
الامتناع عن حفلات ما بعد الغداء.
اختيار صالات معتدلة دون مبالغة في البوفيه أو الزينة.
تحديد تكلفة الطعام في الحفلات لمن يرغب، بألا تتجاوز 10 دنانير للمدعو.
التوقف عن إطلاق العيارات النارية لما تسببه من مخاطر.
4- حفلات التخرج: فرحة رمزية لا عبء مالي
في وقت باتت فيه حفلات التخرج مجالا للاستعراض والمبالغة، أكدت التوصيات على أهمية الاحتفال بالإنجاز من دون إثقال كاهل الأهل:
إقامة حفلات التخرج في البيوت أو المدارس أو الجامعات، دون اللجوء إلى الصالات.
الامتناع عن الهدايا المكلفة وتقديم باقات الورود الفارهة.
دعم المبادرات الجماعية لتنظيم الحفلات بشكل بسيط ومشترك.
تقديم النقوط كهدايا رمزية غير إلزامية.
5- زيارة المريض: نية صادقة لا زيارة مرهقة
زيارة المريض قيمة دينية وإنسانية عظيمة، لكنها لا ينبغي أن تتحول إلى عبء على المريض وذويه. ولذلك أوصت التوصيات بما يلي:
الاكتفاء بالاتصال أو الرسائل أحيانا بدل الزيارة، خاصة عند الحالات الحرجة.
تقصير مدة الزيارة والامتناع عن التجمعات داخل غرف المرضى.
الامتناع عن تقديم الهدايا المكلفة أو المبالغة في الورود.
تجنب نشر صور المرضى دون إذنهم.
6- السلامة المرورية: ثقافة تبدأ من البيت
انطلاقا من أهمية الحفاظ على الأرواح، اختتمت التوصيات بدعوة لتكريس ثقافة مرورية مجتمعية تبدأ من التربية وتنتهي بالالتزام:
الامتناع عن التجمعات في الشوارع والمواكب التي تعطل السير.
عدم قيادة السيارات بسرعة في الأفراح أو الحزن.
التوقف عن المظاهر المزعجة كالتفحيط أو استخدام أبواق السيارات في المناسبات.
رفع الوعي بأهمية التزام قواعد المرور كأساس لاحترام الحياة العامة.