وطنا اليوم:تفاقم معاناة سكان مناطق “المخيبة الفوقا” و”المخيبة التحتا” في لواء بني كنانة بمحافظة إربد، جراء استمرار انقطاع المياه عن منازلهم منذ ما يزيد على شهرين، وذلك في ظل فقر يخيم على غالبية الأسر البالغ عددها نحو 3 آلاف أسرة، ما يدفع عددا منهم إلى اللجوء لمياه المساجد والدوائر الحكومية، بالإضافة إلى قنوات المياه المكشوفة، لعدم قدرتهم على شراء المياه من الصهاريج.
وأكد سكان “أن عدم وصول مياه الشرب إلى منازلهم منذ أكثر من شهرين، سببه ضعف ضخ المياه وسوء توزيعها”، مشيرين إلى أن ما يفاقم معاناتهم هو الارتفاع الكبير في درجات الحرارة في اللواء خلال هذه الفترة، إذ تقارب درجات الحرارة هناك 50 درجة مئوية”، في الوقت الذي يشيرون فيه أيضا إلى أن هناك أحياء أخرى تصلها المياه بانتظام وبكميات كافية، بينما لا تصل إلى العديد من المنازل.
وبحسب المواطن حسن أبو حردان، فإن “حي المخيبة الفوقا، يعاني نتيجة عدم وصول مياه الشرب منذ أكثر من شهرين”، موضحا “أن السبب الحقيقي لمعاناة سكانه بشأن المياه، هو سوء التوزيع، لأن إدارة المياه تقوم بضخ الكميات المتوفرة على جميع الأحياء السكنية في المنطقة في آن واحد، رغم اتساع مساحة المنطقة وكثافتها السكانية”.
وأكد “أن أهالي المنطقة يعانون من ظروف مالية وأوضاع اقتصادية صعبة جدا لا يمكن تخيلها، مما يفوق قدرتهم على العيش، ذلك أن أغلب المواطنين يلجأون إلى المساجد والدوائر الحكومية لتعبئة الجالونات من المياه لتسد حاجتهم المائية واحتياجاتهم”.
“انتشار الأمراض بين المواطنين”
وأضاف أبو حردان “أن نقص المياه قد يؤدي إلى انتشار الأمراض بين المواطنين في ظل ارتفاع درجات الحرارة جراء انتشار البعوض والذباب المنزلي والحشرات، ناهيك عن الزواحف”، لافتا إلى أن العام الماضي شهد انتشارا واضحا في الأمراض الجلدية، خصوصا مرض اللشمانيا.
وقال المواطن علي الشمري “إن السكان يعتمدون على شراء المياه من الصهاريج، الأمر الذي يضيف عليهم أعباء مالية قد لا يكون الكثير منهم قادرا عليها في ظل أوضاع معيشية صعبة ونسبة فقر مرتفعة في عموم اللواء”.
أما المواطن محمد خالد، فتطرق إلى أن “شراء الكثير من المواطنين المياه من صهاريج لا أحد يعرف مصدر المياه التي فيها، تسبب في العديد من الأمراض الجلدية التي تظهر على أبنائهم”، مشيرا إلى أنه “يوجد في المياه العديد من الحشرات وتحتاج إلى معالجة، لكن الظروف ترغم أهالي المنطقة على شرائها جراء ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، إذ تتطلب تلك الأوضاع مزيدا من الاستخدامات المائية”.
وأكد خالد “أن أهالي المنطقة في بعض الأحيان يضطرون إلى استخدام مياه القنوات المائية المكشوفة وقناة الملك عبدالله لتلبية احتياجاتهم من المياه”، لافتا في الوقت ذاته، إلى أن “المياه تصل بشكل جيد للأحياء التي تتغذى أولا من الخط الناقل، مما يحول دون وصولها إلى المنازل في الأحياء الأخرى، خصوصا أن معظم المواطنين يستخدمون ماتورات الشفط للحصول على المياه”.
“مشكلة تتفاقم كل فصل صيف”
إلى ذلك، يؤكد المواطن محمد النابلسي “أن إسالة المياه في الخطوط الناقلة إلى مناطقهم بشكل انسيابي من دون استخدام مضخات، تحرم عددا كبيرا من المواطنين من وصول المياه لمنازلهم، لأنها إما أن تصل ضعيفة أو لا تصل بشكل نهائي”، مشيرا إلى أن مشكلة شح مياه الشرب تتفاقم كل صيف مع ارتفاع درجات الحرارة وازدياد الحاجة لها.
وأضاف سالم “أنه تمت مخاطبة مديرية المياه مرات عدة دون فائدة، إذ إن جهودهم أثمرت عن حل مشكلة عدد من الأحياء وانقطاع المياه عن أحياء أخرى بشكل كامل، الأمر الذي أجبر أغلب الأهالي على شراء المياه على حسابهم الخاص رغم أوضاعهم الاقتصادية الصعبة”.
ويطالب المواطن رجائي الدلكي، الجهات المسؤولة، بـ”ضرورة إيجاد حلول عاجلة للمشكلة، إما بزيادة عدد ساعات الضخ أو إعادة جدولة برنامج التوزيع لضخ المياه لكل منطقة بشكل منفصل عن المناطق الأخرى، أو العمل على استئجار آبار جديدة لزيادة كميات المياه المسالة للمواطنين”، لافتا إلى أن “معظم العائلات تحتاج كل أسبوع إلى صهريج ماء في ظل الأجواء الحالية، الأمر الذي يكبدها مبالغ غير قليلة مقارنة بمداخيلها، في حين أن آخرين لا يقومون حتى بشراء المياه، مما يضطرهم إلى تعبئة جالونات المياه من المجاورين”.
نقص الموارد المائية
وبحسب مصدر من مديرية المياه في اللواء، فإن “مشكلة شح مياه الشرب تعود لأسباب عدة، أهمها نقص الموارد المائية وتناقص كميات المياه المستخرجة من الآبار الذي أدى إلى تخبط في إدارة المصادر المتوفرة، إضافة إلى سوء التوزيع وقدم الشبكات واهترائها وعدم المتابعة المستمرة لعمليات الضخ”، موضحا “أن أحياء عدة في اللواء تشكو من عدم أو ضعف وصول مياه الشرب لعدم وجود مضخات لدفع المياه للمنطقة لضمان وصولها للجميع بكميات كافية”.
من جانبه، أكد مصدر مطلع في وزارة المياه “أن الواقع المائي في اللواء مقبول ولا يوجد نقص في المصادر المائية، إلا أن مجموعة من الأعطال في المحطات والانقطاعات الكهربائية عادة ما تتسبب بخلل في برامج التوزيع، مما ينتج عنه تأخر وصول المياه إلى بعض الأحياء”، موضحا “أن زيادة الطلب على المياه مع ارتفاع درجات الحرارة تشكل تحديا أمام عملية التزويد المائي”.
كما أشار المصدر إلى أن أحد أهم أسباب تفاقم مشكلة شح المياه هو الاستغلال المائي للمياه ومصادرها المنتشرة، التي بنيت على نحو غير منظم فوق أرض الدولة التابعة لسلطة وادي الأردن.