بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة
استغرب شديد الاستغراب ما بدأ يطرح من مصطلحات اقتحمت ثقافتنا وبدأت تطغى على الحوارات والنقاشات في مختلف المحطات الفضائية والإعلامية ، وفي المنتديات الثقافية والصالونات السياسية كمصطلح السردية الأردنية ، والهوية الوطنية ، وأصبحت هذه المصطلحات مثار نقاش وجدال والكل يرددها على مستوى المثقفين والسياسيين ، ومن يستمع إلى هذه الحوارات من خارج الأردن ، يشعر أن الأردن دولة حديثة العهد والتأسيس والنشأة ، ولا يعلمون أن المملكة الأردنية الهاشمية تجاوزت المئوية الأولى ، ودخلنا في المئوية الثانية منذ سنتين ، تجاوزنا خلالها مرحلة التأسيس والبناء، وبدأنا مرحلة التطوير والتحديث والإزدهار ، وتعزيز وتعظيم الإنجازات ، ألا تعلمون يا سادة يا كرام أننا تجاوزنا هذه السرديات والاتفاق على الهوية الوطنية ، فالأردن دولة راسخة جذورها في أعماق الأرض ، وفروعها تطال عنان السماء ، كيف بكم يا هداكم الله ما زلت تناقشون موضوع السرديات والهوية الوطنية ، لماذا هذا التصغير من حجم هذا الوطن ومكانته ، والانتقال من مكانته ودوره المحوري والهام في جميع أنحاء العالم ، هذا الوطن بإمكاناته الاقتصادية وثرواته الطبيعية المتواضعة استطاع أن يجد له مكانة رفيعة تحت شمس العالم، بفضل قوة موارده البشرية وتفوقها ، وبفضل قيادته السياسية الحكيمة ومكانتها السياسية ، ونجاعة إدارتها للدولة، وثقافتها الدبلوماسية الهادئة والرصينة وعمق رؤيتها الاستشرافية لقضايا المنطقة ، كلنا يعلم أنه لا يوجد في الأردن سوى هوية وطنية واحدة جامعة لا مفرقة، وهذا متفق عليه من الجميع ، وإذا كان هناك بعض الأصوات النشاز ممن خرجت عن القاعدة فهي من الشواذ ، فلكل قاعدة شواذ، وهذا الشواذ لا يأخذ به، ويمثل أقلية الأقلية ، ليس له تأثير على الأغلبية العظمى من الأصل ، لدينا ما هو أهم من قضايا استراتيجية وطنية هامة على المستويين المحلي والإقليمي والدولي ، سواء قضايا سياسية ، أو اقتصادية ، أو أمنية ، فلا تعودوا بنا إلى الوراء إلى المربع الأول ، فالأردن تجاوز هذا المربع ، فيكفي هرطقات وإرهاصات واللعب بالمصطلحات والسعي لتسجيل الشعبويات من أجل مكاسب ومغانم شخصية ، تاريخ الأردن ، ومواقفه واضحة للعيان وضوح الشمس لا تغطى بالغربال، ومواقف قيادته ونظامه السياسي واضحة ومعروفة للقاصي قبل الداني تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية بشكل عام ، وقضايا الوطن والقضية الفلسطينية بشكل خاص ، فالأردن وفلسطين توأمان لن يتمكن النيل منهما أيا كان من المتسللين ، أو تشويهما ، تاريخ الأردن وسرديتة مشرفة لا يستطيع أي مغرض ، أو جاحد ، أو مريض أن يعكر صفوهما، أو نصاع بياضهما، فالأردن دولة قوية بقيادتها الهاشمية الحكيمة ، وشعبها المتلاحم بوحدته الوطنية ، وبمواقفه المشرفة ، وبأجهزته الأمنية المحترفة ، نقطة وسطر جديد ، وللحديث بقية
السرديات والهوية الوطنية ،،،،
