بقلم الدكتور قاسم جميل العمرو
من البديهي ان تحرص وزارة التربية والتعليم والقائمين عليها على عودة الطلبة الى مدارسهم وضمان إعادة التعليم الى وضعه الطبيعي وهذا واجبها ودورها الأصيل، مع أخذ كل الاحتياطات المطلوبة وتوفير الإمكانيات اللازمة لذلك، ومراعاة الفروق الاجتماعية والجغرافيا عند اتخاذ مثل هذه القرارات أو التفكير فيها.
لكن نأمل ان يكون القرار دائما مبني على أسس علمية تعتمد على تطور الحالة الوبائية والاستفادة من الخبرات المحلية وتطور الحالة الوبائية؛ ولا بأس من الاستفادة من سياسات الدول التي تمر بنفس التجربة مع الاخذ بعين الاعتبار الفروقات والإمكانات المادية واللوجستية وثقافة الالتزام والوعي بشكل عام.
الإصابات الأخيرة بطفرة جديدة من فيروس كورونا، وعودة مواطنين قادمين من بريطانيا مصابين بالفيروس المتحور الذي اسماه وزير الصحة في احد لقاءاته بـ الفيروس البريطاني تتحمل مسؤولية دخوله للأردن واتساع رقعة انتشاره وعدد الإصابات فيه للقائمين على الشأن الصحي وإدارة الازمات بشكل عام، وكان الأولى حجر المصابين تحت اشراف صحي صارم، وعدم الاكتفاء بتوقيعهم على تعهدات.
ما يعنينا في هذا المقام هو عودة الطلبة والبروتوكول الذي أعدته وزارة التربية والذي يبدو جيدا من الناحية النظرية ولكنه على ارض الواقع بعيد كل البعد عن التطبيق، وقد لاحظنا حالة عدم اقبال الأهالي على ارسال أبنائهم الى المدارس واختيار التعليم عن بعد.
وحتى لا نضع رؤوسنا بالرمال من اجل مجد شخصي او اطراء من هذا او ذاك او اتخاذ قرار بناء على رد فعل الشارع او الضغط الذي تمارسه حملة ذبحتونا او الضغوط القادمة من اتجاهات متعددة لها مصالح مادية بحته، لا بد من اتخاذ قرار عاجل وفوري يحسم هذا الجدل بناء على التقييم الحقيقي لانتشار الوباء وسرعة تفشيه بين الطلبة بالمستقبل لانهم الشريحة التي لا تلتزم بالتعليمات حتى لو حاولنا اقناع انفسنا بذلك، ونحن نرى كبار غير ملتزمين، فكيف بشريحة الشباب وصغار السن ..وهناك بالأساس من يقول ما فيه فيروس…لغاية هذه اللحظة مو مصدق.
هذه مسؤولية كبيرة ملقاه على عاتق وزير التربية وعليه ان يضع بالحسبان العودة للتعليم عن بعد ولكن ليس كما كان بالفصل الأول وعليه الاستفادة من تجربة الجامعات وهي التعليم عن بعد ولكن بشكل تفاعلي كل حصة في موعدها وتتم المحاضرة او الدرس بشكل مباشر بين الطلبة والمعلم.
ان مزيدا من الصبر والتحمل في الثلاثة اشهر القادمة حتى يتبين الامر وتتضح الصورة دون أي مخاطرة بالطلبة في المدارس والجامعات قد يبعد عنا اخطار كبيرة وعدد إصابات قد تكون بالألاف يوميا، وبنفس الاتجاه اعتقد ان وزير التعليم العالي مدعو للتفكير بجدية بمسألة التعليم عن بعد في الفصل الثاني، وذلك درءاً للمخاطر وتأكيدا على نجاح عملية التعليم عن بعد في الفصل الأول وان موجبات التعليم عن بعد قائمة.
حمى الله الوطن والعالم اجمع من شر هذا الوباء.
استاذ العلوم السياسية جامعة البترا
ناشر موقع وطنا اليوم الاخباري