وطنا اليوم_بقلم الدكتور حمزة الحلالمه
كان المرحوم صالح القلاب، وزير الإعلام الأردني الراحل يطلق على مجمع النقابات – مجلس قيادة الثورة- من باب التندر، كناية عن الإنتماءات الحزبية للمرشحين، والمقترعين، ضمن مناخات تلك الأيام.
أقول للزملاء: سيروا، وعين الله ترعاكم، وارفعوا عقيرتكم بالمزيد من الحريات، والمساواة، وتكافؤ الفرص، وسيادة القانون. نحن الذين اعتنقنا الأيدولوجيا سابقا، لم نكن على خطأ، بل كنا انعكاس لواقعنا السياسي، السائد في حينه، فالسياسة كما تعلمون فن الممكن. لهذا أقول لكم : لا تخلطوا بين ما سلف والثوابت الوطنية والقومية والحضارية، فهي النبراس التي عليها تسيرون. يمموا وجوهكم نحو الربيع والدحنون،واحرسوا الحلم، كي لا يمر الغزاة. واصفعوا دعاة الرده، من طائفيين، ومذهبين ،وإقليمين ،فاليد التي تهتز لا تبني. اجعلوا من الأردن منارة للإقليم لخلق الإنسان الحر الواعي، المؤمن بالحرية، فالأيدولوجيا التي سادت سابقا أخذت مكان القانون، لهذا نرى المجتمع قد تحول إلى قطيع بدلا من أمه ، لذا لاحظت أن هناك تيار شبابي جديد وجد نفسه أمام واقع يؤمن بالعلم والمعرفة. وتضبطه الإنسانية بتواضعها لا المعجزات العجائبية والفانتازيا. هؤلاء لا يلتفتون إلى قصص البطولات المحشوة في كتب المحفوظات وحكايا الدواوين. فالبشر الذين لا يطورون أفكارهم يهلكون، وبالتالي لا يستطيعون تغيير أي شيء. لذا أقول:
سر لا تقف، فالدرب لا يأتي اليك
والحلم لا يجري، ليسقط في يديك
هي هكذا الأيام سعي دائم
إن تلتفت للخلف تخسر ما لديك