لنقتدي بصفات وأخلاق الهاشميين ،،،

منذ 21 ثانية
لنقتدي بصفات وأخلاق الهاشميين ،،،

وطنا اليوم _بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة ،،،

منذ أسبوعين والدولة الأردنية في حالة توتر ، وتبادل الإتهامات ، وتقاذف الشتائم بين هذا وذك، وبين التهديد والوعيد من بعض كبار المسؤولين ، وهذا ما زاد الطين بلة، وزاد من حالة التوتر والاحتقان ، وبدأت الفضائيات العربية وربما الأجنبية بنقل الاخبار وتداولها ، واستغل هذه الحالة جهات غامضة مشبوهة بدأت بنشر بذور الفتنة ، بين الأردنيين ، عبر مختلف وسائل الإعلام الإفتراضي ، وهذا ما قد يسيء للدولة الأردنية وسمعتها النقية البيضاء ، ويؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الأمن والاستقرار الوطني، وبما ينعكس سلباً على جذب وتشجيع الاستثمارات في الأردن ، لعدم اطمئنان المستثمرين على استثماراتهم يسبب هذه الظروف المشحونة، فرأس المال جبان، فالأردن ليست دولة طارئة أو ناشئة ، وإنما راسخة ومتعمقة في جذور الأرض والوجدان، وعدد سكان الأردن حوالي 12 مليون نسمة تقريبا ، ولهذا فمن الطبيعي أن يخرج تيار سياسي معين، أو بعض الأشخاص عن الثوابت الوطنية ، برمي بعض الشتائم ، أو قذف بعض مؤسساتها سواء بقصد ، أو بدون قصد في لحظة غضب أو في لحظة عاطفية، وطبعا هذا بالتأكيد مرفوض جملة وتفصيلا ، الإساءة لأي من مؤسسات الوطن، أو لأي من رموزها، على قاعدة تأبط شرا، فهذه المؤسسات وجدت لخدمة الوطن والمواطنين ، والعاملين في هذه المؤسسات هم من أبنائنا الشرفاء ، ينفذون التعليمات والأوامر ، ويطبقون القانون ، وفي المقابل الأردن دولة قانون ومؤسسات ، ودولة ديمقراطية أخذت بهذا النهج والتزمت به ، لذلك فعلينا أن نلتزم جميعاً بهذه المظلة الدستورية والقانونية والديمقراطية ، ولا يجوز إطلاق التهديدات والشتائم والمس بالأعراض، ومحاكمة الأشخاص ممن ليس مخول بها ، لأن محاسبة المقصرين أو المتجاوزين على القانون هو الجهاز القضائي ، وجهازنا القضائي والحمد لله مستقل ونزيهة، وصارم في تطبيق القانون على المسيء ، وفق معايير العدالة القضائية ، ولذلك نحن بأمس الحاجة إلى إعادة ترتيب منظومة أدب الحوار فيما بيننا ، على أسس الدستور والقانون وأخلاقنا العربية الأصيلة ، حتى نجفف منابع الاحتقان والتلوث السلوكي المسموم، فالشعب الأردني تربى على منظومة الأخلاق الحميدة ، وعلى عاداتنا وقيمنا النبيلة والأصيلة، وليكن تسامح الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاقه مرجعتنا، ومن بعده الهاشميين الأبرار والأطهار، اذهبوا فأنتم الطلقاء، ومن دخل دار أبو سفيان فهو آمن ، لا تقتلوا شيخا أو طفلاً أو امرأة ، ولا تقطعوا شجرة، وكذلك أخلاق الهاشميين الملوك الذين لم يسجلوا حالة إعدام سياسي منذ تأسيس الدولة الأردنية ، على مدار قرن من الزمن ، ومسامحة من حاولوا الانقلاب على النظام السياسي ، أو اغتياله، ودمجهم في الدولة الأردنية كمسؤولين كبار، وملك يذهب إلى السجن بسيارته وهو يقودها شخصيا ويخرج معارضاً له ، ويوصله إلى بيته ووالدته، وملك يتصل بفتاة ادعت أن والدها أفضل من الملك ، فيعفو عنها ويغلق ملف القضية ، ويتصل بها قائلاً افتخري بأبيك، أين يحصل هذا في بلاد العالم ، والقصص والأمثلة على تسامح الهاشميين كثيرة لا تعد ولا تحصى ، إنها أخلاق الملوك والكبار ، فكفانا تحريضا وشيطنة بعضنا البعض، ولننهمك في العمل والبناء وتحديث الدولة الأردنية وتطويرها، وتعزيز تماسكها الاجتماعي بدلا من الفرقة، فلا داعي لإيقاظ الفتنة ، اتركوها نائمة في سباتها العميق ، واقتدوا بأخلاق وتسامح رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ، وأخلاق الهاشميين الملوك كابرا عن كابر، وللحديث بقية.