رسالة عتب !! إلى الأخت التي تحمل في قلبها غصة الأرض المغصوبة، وتحت جلدها نبض الدم الواحد…

10 أبريل 2025
رسالة عتب !! إلى الأخت التي تحمل في قلبها غصة الأرض المغصوبة، وتحت جلدها نبض الدم الواحد…

وطنا اليوم_ عماد صبري الطراونة _سلام يلامس روحك قبل جسدك،
أكتب إليك من أعماقي كون داخلي يشتعل بأسئلة وجودية: كيف ننسى أننا أبناء التراب نفسه، بينما نغذي نار الفرقة بأيدينا؟ كيف نطلق الكلمات كسهام نحو من يحرسون ظلنا الواقي، ونحن نعرف أن الحماية ليست حجرا يلقى، بل هو تضحية تزرع في جوف الليل؟

أختاه…
هل تذكرين يوما أن الأمن ليس مجرد ظل نعبر تحته، بل هو حوار صامت بين الدم والتراب؟
هؤلاء الرجال الذين تسهر عيونهم لتحرس أحلامك، هم أبناء الأرض ذاتها التي ترفعك، يشربون من نفس النهر، ويتنفسون نفس الهواء. أليس في سبهم نبذ لجزء من ذاتنا؟ أليس في شتمهم محو لسطور من سيرنا المشتركة؟

أختاه…
الغضب ثورة مقدسة إن نبع من عدل، لكنه يصير غيمة سامة إن حجب عنا رؤية الجذور.
ألم نكن، ونحن نرثي غزة الجريحة، نعلم أن الأردن هو الجسد الذي يحمل جراحها في صمته؟
هنا، حيث يقف جلالة الملك كشجرة تئن تحت عاصفة الضغوط، لكنها ترفض أن تسقط، لأن سقوطها يعني سقوط حق بأكمله. هنا، حيث ترسل القوافل إلى غزة كرسائل صامتة تقول: “نحن أبناء الدمع نفسه”.

ذكري نفسك:
الحياة هنا ليست منة، بل هي عهد بين الأحياء والأموات.
كل لقمة نأكلها تحمل ذكرى من سهر ليكون الخبز ممكنا،
وكل خطوة نخطوها تحمل ظل من مات ليكون الوطن ممكنا.

نعم، غزة تنزف، والقدس تصرخ تحت الاحتلال،
لكن الأردن ليس مجرد حدود، بل هو ضمير جغرافي يحمل جرح فلسطين في صدره.
هل ننسى أننا حين نطعن في أمنه، نطعن في الجسد الذي يحمل جرحنا جميعا؟

أختي العزيزة،
الفلسفة الحقيقية تبدأ حين نرى الأشياء كأنها للمرة الأولى:
انظري إلى الأردن بعين طفل يسأل: “من يمنع الظلام عنا؟”،
وستجدين الإجابة في صمت الرجال الذين يختارون أن يموتوا وقوفا كي نعيش نحن.

الحرية، يا أختي، ليست شعارا نرفعه، بل هي ذاكرة نحملها في الخلايا.
غزة ستعود، ليس لأن العالم عادل، بل لأن الدم الذي يسيل هناك هو نفسه الذي يجري في عروقنا هنا.
فلا تجعلي غضبك من ظلم العالم يتحول إلى ظلم لمن يحمونك من ظلمه.

**أخوك الذي يعرف أن الحروف قد لا تكفي، لكنها تنبئ أن في صدرك وطنا قادرا على فهم كل هذه الأسئلة…**