كتبت دلال اللواما
استاذة في العلوم السياسيه
عندما يتعلق الامر بتعكير صفو واستقرار الاردن، يكون الامر مرفوضا جملة وتفصيلاً، ان العصيان الذي يتهافتون عليه الكثيرين بغير دراية منهم الى أبعاد ما يتم الترويج له، وما هو الا تنفيذ لعمليات اضعاف وتعطيل الاردن، والذي لا يدعم ولا يخدم القضية الفلسطينية بشيء، بل يخدم اجندات لإشاعة الفوضى والخراب، ولا تعبر عن الراي العام للأردنيين. أن الاستقرار الوطني هو أكبر سلاح نواجه به اعدانا، فجبهتنا الداخلية يجب ان تكون متماسكة وصلبة لنستطيع مواجهة أي تحدي.
حينما نشاهد هذا الكم الهائل من التحشيد والتجييش للإضراب المدني والعصيان. وتسخين الساحة يبرز هذا التساؤل: من المستفيد؟ وكيف سيصب هذا الخراب وزعزعة الاقتصاد في الاردن بقضية حجمها حجم المجتمع الدولي كافة وليس الاردن فقط!، فلماذا نقوم بخلط الاوراق والعبث بأمننا واقتصادنا؟ هل سيخرج بنتائج مرضيه؟. غير بعثرة الامور وتشتيت الجهود وبدل ان نفسح الطريق لتكون البيئة مهيئةً لدعم جلالة الملك عبد الله الثاني في جهوده الحثيثة في مسيرة محاكاة هذه القضية الموجعة بحكمة وتروي مع المفاصل الحقيقية في الخارج والتي تلعب دورا مهما في وقف هذا النزيف. فتشتيت فكر جلالة الملك حفظه الله في الضغط على العصب الحساس (امن بلاده) تضعه في قلق وتوتر دائم. ان جلالته لا يقبل المزاودة على مواقفه الظاهرة في نصرة اخواننا في فلسطين وقطاع غزة تحديداً. فيتوجب علينا عدم فتح جبهة داخلية تثير البلبلة وخرق في التعاطي مع الامور. وعدم وضع البلاد امام مفترق وتحدي صعب في تكثيف الجهود لإصلاح الشأن في الداخل بدلاً من صب الجهود وتركيزها في ايجاد الحلول مع المجتمع الدولي والمنظمات الرسمية وغير الرسمية للمساندة في هذه المحنة والوقوف مع اهلنا في غزة المنكوبة. لا نعكر صفو الاردن.
فليلتزم كل منا بدوره في الحياة. وهنا استذكر بوست تم نشره اليوم الفائت على الفيس بوك لأحدى اعضاء هيئة التدريس في أحد الجامعات الاردنية حيث تقول فيه: (انا متضامنة مع غزه وسأتطوع بتدريس ساعة زيادة على نصابي اليومي ولتكن عن أرواح اهلنا في غزة) من علمائنا نتعلم، لتكن قدوتنا هذه النماذج العطره في بلدنا الحبيب وهكذا يكون التضامن في رفعة اردننا وعلو شأنه للوقوف صامدين امام كل التحديات، نعمل كخلية نحل، كالجسد الواحد نتصلب ونشد بعضنا بعضا، فكل منا له دوره ومسيرته. لنترك البت في الامور والشأن السياسي لأصحابه وننشغل نحن في نهضة اردننا. ولا نقبل المزاودة على موقفنا من فلسطين. أن جلالة الملك عبد الله الثاني لم ولن يتهاون امام هذا الاعصار التسونامي الشكل، الاسرائيلي الهوية .
لا للتكالب على صفو الأردن
