وطنا اليوم_بقلم د. محمد العزة
أبناء شعبنا الاردني العظيم ، أبناء و طني الغالي ، هذه الأيام وفي ظلال هذه المرحلة السياسية المعقدة و الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية جراء تداعيات مستجدات احداث القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمة العربية عامة و للوطن الاردني خاصة و التي لأجلها تجرى محاولات تغير ملامح الجغرافيا و العبث باعدادات الديمغرافيا العربية ، لتلقي علينا احمالا و اثقالا و اعباءا قد تنوء بها الجبال ، و تتقطع من اوزانها الحبال ، لشدة خطورة المخططات المقترحة و السلوكيات الممارسة التي كشفت عن حلول لفرض التصفية لتلك القضية و إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي على حساب الطرف العربي عامة و الاردني و المصري و السعودي خاصة ، عبر استخدام ادوات ضغط مختلفة عسكرية وحشية ، اقتصادية مساوامة انتهازية، أو الايعاز لادوات أشعال النزاعات الهوياتية الطائفية الدينية الاثنية الاقليمية و المناطقية ، الأمر الذي جعل الاردن يرفع لواء التصدي لهذا المشروع و لذلك المخطط ، ليأخذ الاردن على عاتقه حمل عبء المسؤولية في قيادة محور الديبلوماسية العربية المقاومة ، لاسباب و ابعاد عدة ، ثوابته الوطنية و مواقفه التاريخية و حسابات الأمن القومي الوطني الاردني و الموقع الجيوسياسي الاستراتيجي للأردن الذي جاء في قلب الأمة و في نقطة الوسط المستهدفة و جعله هدفا مستهدفا مباشرة من هذا المخطط، لهذا كان من الضرورة العمل على التأكيد على صلابة الداخل الاردني الذي هو المركز لهذا المحور و الذي يستمد صموده و ثباته على مواقفه منها ، و تمكنه من قدرة إدارة و مواجهة حركة الدوران السريعة المتسارعة للأحداث من حوله و التحكم بها و هي التي تخضع لقوانين و فيزياء الطرد المركزي السياسية و التعامل معها بناء يحتاج إلى الاطلاع على ما تظهره حصيلة تحليل فصل المواقف عن بعضها للكشف عن مدى قياس توفر عناصر الحالة الصحية مقارنة مع نسبها الطبيعية دون زيادة أو نقصان أو رصد المؤشرات المرضية و علاجها ثم ضبطها عند نقطة الاعتدال ، و الحديث يدور هنا عن العناصر الوطنية التالية :
1. الاردن وما يمثله وطن للجميع تحت مظلة القانون و الدستور له مطلق الانتماء و الولاء و ليس ساحة للعبور أو محطة للراحة و الاسترخاء و فلسطين قضية مركزية اردنية و مسؤولية عربية .
2.الهوية الأردنية الجامعة التي تخص أبناء الشعب الاردني في وطنه و على ترابه لتفعيل المواطنة و أركانها من حقوق و واجبات لتمكين روابط الوحدة الوطنية المحفزة للمشاركة في الحماية و البناء لجبهة داخلية متماسكة عصية على الاختراق أو النجاح في صنع ثغرة في جدار مناعتها و حصانتها ضد حقن السموم التي قد تبث و تجد ضالتها في علاقمة العصر الذين يمتلكوا فكرا مختلا ، أو هوسا أو غراما في نشرها على أمل الحصول على امتيازات و مكاسب افضل .
3.الاقتصاد و تحسين الظروف المعيشية و التسريع في اتخاذ القرارات التي تسرع من وتيرة رفع مستوى مؤشراتها لدفع عجلتها و ايجاد منظومة رقابة لضبط جودة الأداء و الإجراءات لترجمتها إلى واقع هو مطلب شعبي أدنى مظاهره ايجاد الحلول و توفير الاحتياجات الأساسية ضمن الحد المعقول.
4. إنضاج التجربة الحزبية الأردنية البرامجية بنماذج خاصة بها لتكون مستقبل الحياة السياسية المستقبلية .
أبناء وطني الاردني العظيم حسم موقفنا من هذه العناصر الأربعة هو ضرورة و أولوية وطنية في هذه المرحلة السياسية المعقدة ، الحسم لصالح تحقيق المصلحة الوطنية الأردنية و القضية الفلسطينية.
قد يوجه سؤالا موجها حاسما مباشرة دون وجود اختيار من متعدد لكل اردني فوق تراب الدولة الأردنية اليوم ، لأجل قياس مدى الاستعداد و مستوى الوعي لمتطلبات الحالة السياسية الراهنة هل انت اردني ام فلسطيني ؟
الإجابة دون انتظار أو أجبار أو احتكار للنص: هو الاردن الوطن و الهوية و فلسطين القضية .
تلك هي الإجابة المثالية التي وجب أن تعتمدها أغلبية أبناء وطننا الاردني ، والتي قد لا تنال أعجاب أقلية أو عدم رضاها خاصة تلك التي تتبع لتيارات المحاصصة و الوصاية الفئوية ، لغاية الحفاظ لنفسها مكانا في الصفوف الأمامية في المناسبات أو كتابة اسمائها على صفحات المواقع الإخبارية الإلكترونية ، أو تسليط اضواء المحطات الإعلامية، و حسم هذه العناوين سينهي عهد شعاراتهم و ادواتهم التي اعتادوا و احترفوا استخدامها و من دونها قد يعتزلوا نشاطهم السياسي و يتفرغوا لكتابة مذكراتهم الذاتية و تاريخ بطولاتهم التي صعدوا فيها على أكتاف الشارع أما بقدسية الخطابات الدينية أو العشائرية أو الثورية .
ردنا لهؤلاء اليوم ، أن الوطن عندنا ليس أرضا و ميراثا في قوشان نتصارع عليه لنتقاسمه ثم نبيعه فنصبح مثل ذلك العريان .
الوطن لنا هو كائن انسان اذا اصابه العطش و الظمأ و امتددت له يد العدوان لتدنس أرضه و تخترق سماؤه أو تقطع ماؤه ، سقيناه بدماء الشهداء الفقراء أبناءنا جنودنا الشجعان ، وأن تعطلت مصانعه أو بنيانه امتدت سواعد عماله تشغلها و تبنيها ، وأن ضاقت انفاسه كنا رئة له أبناء الفجر تتنفس هواء نقيا من خضراء أشجاره التى زرعناها في غوره و سهوله و جباله ، وأن صمت عن ظلم اصابه كنا له لسانا و شفة تنطق كلمة حرة جريئة بالحق دفاعا عنه ضد كل من أضمر و يضمر له السوء من أعداء الخارج أو اتباعهم في الداخل مستهدفين امنه واستقراره و اقتصاده و يعملوا على افساده.
هو الوطن عقل و فكر ، يخطط البرامج و ينفذ ليبني، و هو العين الساهرة ترقب و تراقب لتحمي .
الوطن حيث مسببات الحياة لا مسببات الموت ، من هنا تبرز الحاجة إلى حكومات نخب سياسية رجال دولة اردنية يعملوا لأجل المصلحة الوطنية العليا العامة .
لأختم بقول الشاعر:
يا صبر أيوب، لا ثوب فنخلعه
إن ضاق عنا ولا دار فننتقل
لكنه وطن، أدنى مكارمه
يا صبر أيوب، أنا فيه نكتمل
وأنه غرة الأوطان أجمعها
فأين عن غرة الأوطان نرتحل؟!