وطنا اليوم:بعد الشغب الذي شهده محيط مطار بيروت أمس، وارتفاع بعض الشعارات “الطائفية” من قبل موالين لحزب الله، عبر العديد من اللبنانيين عن استيائهم.
إذ انتقدوا تلك المشاهد التي وصفوها بالتخريبية، وقطع طريق المطار الوحيد في البلاد.
كما وجهت سهام الانتقادات على مواقع التواصل إلى الشعارات والصيحات الطائفية التي صدح بها المحتجون، قائلين “يا ياسين ويا زهراء الشيعة احتلوا لبنان”، و”شيعة شيعة”.
“قرار شجاع ومخربون”
بدورها دخلت المغنية اللبنانية إليسا على الخط، معبرة عن استيائها. إذ كتبت في تغريدة على حسابها في منصة إكس بوقت متأخر ليل الخميس الجمعة، إن الجيش اللبناني كان وسيبقى حامي الوطن والمواطن والمؤسسات”.
كما وجهت الشكر للجيش على حماية اللبنانيين، و”الوقوف بوجه المخربين الذين يهددون أمن الوطن”. واعتبرت أن قرار وزير الأشغال العامة والنقل بمنع طائرة إيرانية من أن تحط في مطار بيروت قرار شجاعا.
إلغاء رحلة آتية من طهران
أتى ذلك بعدما قطع عشرات الشبان الموالين لحزب الله مساء أمس مدخل مطار بيروت والطريق الدولية المؤدية إليه بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على إبلاغ السلطات خطوط ماهان الإيرانية بتعذر استقبال رحلتين مجدولتين من طهران، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام ومسؤول في المطار.
إذ تجمع شبان رافعين رايات حزب الله الصفر على الطريق المؤدية إلى المطار، وأضرموا النيران في إطارات مطاطة، ما أدى إلى قطع الطريق.
كما أشعلت مجموعة أخرى الإطارات أمام مدخل المطار، ورفع بعضهم صورا للأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله الذي يُشيّعه الحزب نهاية الأسبوع المقبل، بعد مقتله بغارة اسرائيلية في أيلول/سبتمبر.
كذلك رددوا هتافات مناوئة لإسرائيل والولايات المتحدة.
فيما عمل الجيش اللبناني على منع المحتجين من قطع الطريق وتسهيل حركة المرور.
في حين أظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تدافعا بين محتجين غاضبين وعناصر من الجيش.
وكان فيديو انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل أمس، أظهر مسافرا لبنانيا يؤكد أنه ينتظر مع العشرات منذ الصباح في مطار طهران، بعدما ألغيت رحلتهم”.
بينما أوضح مسؤول في مطار بيروت أن “المطار تلقى طلبا من وزارة الأشغال العامة والنقل بإبلاغ خطوط ماهان الإيرانية بعدم استقبال رحلتين تابعتين لها إلى بيروت، واحدة كانت مقررة مساء الخميس وأخرى اليوم الجمعة”. وأضاف أن الرحلتين “أُرجئتا إلى الأسبوع المقبل”، من دون تحديد السبب.
من جهته، أكد سعيد شالاندري، رئيس مجلس إدارة مطار الإمام الخميني في طهران أن “الرحلة كانت مجدولة أمس إلى بيروت .. لكن الوجهة لم تمنح الأذونات اللازمة”.
فيما حصلت كل تلك التطورات غداة تحذير أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للغة العربية، من أن فيلق القدس وحزب الله “يستغلان على مدار الأسابيع الأخيرة مطار بيروت الدولي من خلال رحلات مدنية، في محاولة لتهريب أموال مخصصة لتسلح حزب الله”.
” نقل وتخزين السلاح”
في المقابل، نفى حزب الله ومسؤولون لبنانيون مرارا اتهامات باستخدام الحزب المطار من أجل نقل وتخزين سلاح من طهران.
يذكر أن الأجهزة الأمنية بإشراف الجيش كانت تتولى خلال المواجهة الأخيرة بين الحزب وإسرائيل إجراءات الرقابة والتفتيش في المطار لضمان عدم استهدافه.
كما أخضعت سلطات المطار مطلع العام الحالي طائرة إيرانية أقلت وفدا دبلوماسيا لتفتيش دقيق، ما أثار انتقادات واسعة من مناصري حزب الله وإشادة من خصومه.
ويسري منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر اتفاق لوقف النار بين إسرائيل وحزب الله، أعقب مواجهة مفتوحة بينهما، وتم التوصل إليه بوساطة أميركية ورعاية فرنسية. وكان يفترض تطبيق بنوده ضمن مهلة 60 يوما، قبل أن يتم تمديدها حتى الثلاثاء المقبل 18 فبراير الحالي.