وطنا اليوم _عمّان – 12 نوفمبر 2024
تحولت المنافسة بين أبرز ماركات القهوة الأردنية إلى ما يُعرف بـ”حرب البن”، حيث تسابقت العلامات التجارية لإطلاق حملات إعلانية جريئة وصاخبة لاستقطاب المستهلكين. وأصبح هذا الصراع، الذي تصاعد إلى أكثر من مجرد دعاية، رمزاً للهوية الوطنية ودعماً للمنتج المحلي ضد بعض العلامات المتهمة بعلاقات مع الكيان الصهيوني.
وكانت البداية مع “بن معروف”، الذي أطلق شعاراً أثار التفاعل على نطاق واسع: “لا تكون خاروف، خليك بموقفك معروف”، ليعكس فيه روح الوطنية ويدعو لدعم المنتج المحلي. وبدوره، جاء رد “بن العميد” بشعار ساخر وحازم: “القهوة بتعمل شوارب”، كناية عن أن القهوة تدعم الثقة بالنفس وتمنح الشاربين “هوية قوية”.
و لم تتوقف الردود عند هذا الحد، بل استمرت في التصاعد، حيث نشر “بن معروف” تعليقاً يقول: “لكل شارب مقص ولكل قهوة شارب، بس بن معروف قهوة على الشوارب”، في رد مباشر على “بن العميد”. ولم يكتفِ “بن العميد” بالصمت، فاستجاب بنبرة ساخرة: “امزح معي بكل شيء، إلا بالقهوة”، مع صورة تعبر عن التحدي والحزم.
و في هذه الأثناء، انضم “بن البرازيلي” إلى المنافسة، مستنداً إلى تاريخه العريق الذي يمتد إلى عام 1955، وركزت حملته على الجودة والتراث، مما أضاف بعداً آخر للمنافسة، حيث قدم نفسه كالمؤسس الأصلي صاحب الخبرة الطويلة.
هذه الحملات التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي أثارت تفاعلاً شعبياً واسعاً، حيث عبر الأردنيون عن مواقفهم من هذه “الحرب” بروح مرحة، وأصبحت موضوعاً أساسياً للنقاش في الشارع الأردني، مما عزز الوعي بأهمية دعم المنتجات المحلية.
في النهاية، يبدو أن هذه “حرب البن” تجاوزت مجرد الدعاية التقليدية، وأصبحت رمزاً لدعم الاقتصاد الوطني وإعلاء قيمة المنتج المحلي. ومع اختلاف التفضيلات بين “بن معروف” و”بن العميد” و”بن البرازيلي”، يبقى الولاء للمنتج الوطني هو العنوان الأبرز.