وطنا اليوم:بحث رئيس الوزراء بشر الخصاونة، الخميس، لدى وصوله العاصمة العراقية بغداد، على رأس وفد وزاري، مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون المشترك بين بغداد وعمّان، بما يحقق مصالح شعبي البلدين، ويؤكد عمق العلاقات والروابط الأخوية بين كل من الأردن والعراق، وجرت أيضا مباحثات حول عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين وفدي الحكومتين.
وجرى لرئيس الوزراء استقبال رسمي لدى وصوله القصر الحكومي، حيث كان في استقباله رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وعدد من الوزراء والمسؤولين والسفيران الأردني في بغداد منتصر العقلة، والعراقي في عمان حيدر العذاري وأركان السفارة الأردنية في بغداد، وعزفت الموسيقى السلامين الملكي الاردني والوطني العراقي.
ويلتقي الخصاونة، خلال الزيارة التي تستمر يوما واحدا، الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.
وقال مصدر دبلوماسي، إن “رئيس الوزراء سيعقد اجتماعات مع المسؤولين العراقيين حول سبل زيادة التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين فضلا عن مشروع أنبوب النفط من البصرة إلى العقبة”.
ويجري رئيس الوزراء مباحثات مع الكاظمي، بشأن تعزيز العلاقات الثنائية وملفات التعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والنقل والطاقة والزراعة والصحة.
ويرافق رئيس الوزراء خلال الزيارة، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ووزراء الزراعة محمد داوودية والصناعة والتجارة والتموين مها علي، والطاقة والثروة المعدنية هاله زواتي والصحة الدكتور نذير عبيدات والنقل مروان خيطان والاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة.
جلالة الملك عبدالله الثاني، بحث خلال استقباله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في عمّان الشهر الحالي، سبل مواصلة تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وآليات توسيع التعاون الثلاثي الأردني المصري العراقي، وتطلُعهما لمواصلة البناء على ما تم إنجازه في القمم الثلاث السابقة.
يشار إلى أن القمة الثلاثية الأولى عقدت في القاهرة في آذار/مارس 2019، واتفق خلالها، جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، على المضي قدما لتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدان الثلاثة بما يخدم مصالحهم المشتركة.
وتبعت القمة، قمة ثلاثية أخرى عقدت في نيويورك في أيلول/سبتمبر 2019، حيث شدّد جلالة الملك عبد الله الثاني مع الرئيسين العراقي برهم صالح، والمصري عبد الفتاح السيسي، خلالها، على أهمية الحفاظ على أمن الخليج العربي، وتأمين حرية الملاحة فيه، مؤكدين أهمية التهدئة، وتجنب المزيد من التوتر والتصعيد لما في ذلك من أثر سلبي على استقرار المنطقة.
وعقدت القمة الثالثة في آب/ أغسطس 2020، حيث جرى التأكيد على متانة العلاقات وضرورة تفعيل الاتفاقيات الثنائية في جميع المجالات للنهوض بالعلاقات الاقتصادية، خاصة في مجال الطاقة والربط الكهربائي وزيادة التبادل التجاري.
“تعاون مشترك”
ويرتبط الأردن والعراق باتفاقية للتعاون الاقتصادي والفني وقعت عام 1980، إضافة إلى اتفاقية التجارة الحرة الموقعة عام 2009، كما تم خلال السنوات القليلة الماضية توقيع اتفاقيات تعاون مشترك، والإعلان عن مشروع المنطقة الاقتصادية على الحدود بين البلدين، ومذكرة تعاون لتزويد العراق بالطاقة الكهربائية لسد الاحتياج المحلي، ومشروع خط أنبوب النفط الرابط بين موانئ البصرة وميناء العقبة، بحسب السفير العراقي في عمّان حيدر العذاري.
وقال العذاري، إن حجم الاستثمارات العراقية في الأردن بلغ 18 مليار دولار، توزعت على قطاعات الصناعة والعقارات والمستشفيات، والقطاع المالي والمصرفي.
وزارة الطاقة والثروة المعدنية، تتفاوض مع الجانب العراقي بشأن تجديد مذكرة تفاهم تجهيز النفط الخام الموقعة بين الحكومتين الأردنية والعراقية، بحسب ما أكد مصدر في الوزارة مطلع العام الحالي.
وجاء استيراد النفط من العراق في إطار مذكرة التفاهم بين البلدين الموقعة في 2 فبراير/شباط 2019 والتي تقضي باستيراد نحو 10 آلاف برميل يومياً، تشكل 7% من احتياجات الأردن، وفق معادلة سعرية مرتبطة بسعر خام برنت مطروح منه تكاليف النقل واختلاف المواصفات.
مدير عام شركة الكهرباء الوطنية أمجد الرواشدة قال في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، إنّ الأردن مع نهاية 2022 سيكون جاهزا لتزويد العراق بالطاقة الكهربائية، مشيرا إلى أنه سيكون هناك مرحلة ثانية من الاتفاق تعزز منظومة الربط الكهربائي.
ووقعت حكومتا الأردن والعراق في سبتمبر/ أيلول 2020، عقدا لربط شبكة الكهرباء وبيع الطاقة الكهربائية بين البلدين، بحسب وزارة الطاقة والثروة المعدنية.
وأعيد فتح معبر الكرامة /طريبيل الحدودي، الذي يربط الأردن مع العراق عام 2017، بعد أن أغلق لـ 3 سنوات؛ نتيجة أوضاع أمنية.
الصادرات الأردنية إلى العراق بلغت ذروتها عام 2013 حيث وصلت إلى 882 مليون دينار، إلا أنها شهدت تراجعا كبير لتصل إلى 330.8 مليون دينار خلال 2016 و367.8 خلال العام 2017، نتيجة إغلاق معبر طريبيل وفرض الحكومة العراقية رسوما جمركيّة على الواردات إلى العراق.
وعادت الصادرات الأردنية إلى النمو في العامين 2018 و2019 لتصل إلى 469.4 في 2018 و426.6 في 2019، فيما بلغت صادرات غرفة تجارة عمّان في 2020 إلى العراق حوالي 197 مليون دينار،
