وطنا اليوم:أثار إعلان لشركة كوكاكولا، كان يهدف إلى إبعاد الشركة عن علاقاتها مع إسرائيل، ردود فعل غاضبة في بنغلاديش، ما اضطر الشركة إلى سحب الإعلان في الوقت الذي تعاني فيه من مقاطعة عامة بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة والتي دخلت شهرها التاسع، بحسب ما نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، الجمعة 14 يونيو/حزيران 2024.
تمت إزالة الإعلان التجاري الذي امتد لـ 60 ثانية، والذي تم بثه على التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي في 9 يونيو/حزيران الماضي، من حسابات الشركة على يوتيوب وإنستغرام في بنغلاديش.
يذكر أن كوكاكولا هي واحدة من العديد من العلامات التجارية الغربية التي تواجه مقاطعة واسعة من المستهلكين بسبب علاقاتها مع إسرائيل. وسبق أن نفت الشركة مزاعم تمويل عمليات عسكرية في إسرائيل أو أي دولة أخرى.
وشنت إسرائيل هجوماً برياً وجوياً على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل واصابة نحو 120 ألف فلسطيني، بحسب تقديرات رسمية.
وأصدرت شركة كوكاكولا الإعلان، الذي كان يهدف إلى مواجهة مقاطعة مشروباتها المستمرة منذ أشهر من قبل ملايين البنغلاديشيين، باللغة البنغالية “لتبديد المعلومات المضللة” وتعزيز المبيعات التي تأثرت بحملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) التي يقودها الفلسطينيون ضد إسرائيل، والتي اكتسبت زخماً في الدول الإسلامية منذ بدء حرب غزة.
وتشير تقديرات إلى أن الشركة شهدت انخفاضاً في المبيعات بنحو 23% في بنغلاديش.
تفاصيل الإعلان
يُظهر الإعلان صاحب متجر يسأل عميلاً عادياً في يوم شديد الحرارة عما إذا كان يرغب في الحصول على مشروب كوكاكولا. ليرد العميل بقوله إنه توقف عن تناول مشروب كوكاكولا لأنه يأتي من “تلك الدولة”، دون أن يذكر اسم إسرائيل.
يشرع صاحب المتجر في مهمة للعثور على مصدر المعلومات، والتي تبين أنها صفحة فيسبوك غير موثوقة.
ويوضح للسكان المحليين أن شركة كوكاكولا ليست “من ذلك المكان” وأنها تُستهلك منذ 138 عاماً في 190 دولة، بما في ذلك تركيا وإسبانيا.
ولم يذكر الإعلان أن البرلمان التركي حظر منتجات كوكاكولا ونستله من مطاعمه في نوفمبر/تشرين الثاني.
واعترفت إسبانيا الشهر الماضي رسمياً بفلسطين كدولة في خطوة تاريخية “لتحقيق السلام الحقيقي”. ويستمر الإعلان حيث يقول صاحب المتجر إن شركة المشروبات “لديها أيضاً مصانع في فلسطين”.
وكانت شركة كوكاكولا قد اتُهمت في وقت سابق بالتربح من المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية من خلال مصنعها الواقع في الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت صحيفة NPR في عام 2018 أن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حدد 206 شركة حول العالم قال إنها تعمل على تمكين المستوطنات الإسرائيلية وتستفيد منها. ونقلت عن وسائل إعلام إسرائيلية قولها إن شركة كوكاكولا كانت من بين الشركات الخاضعة للمراجعة.
تم بث الإعلان التجاري لأول مرة في بنغلاديش خلال مباراة كأس العالم للكريكيت بين الهند وباكستان يوم الأحد الماضي.
ومنذ ذلك الحين عبر البنغلاديشيون في الشوارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي عن غضبهم تجاه الإعلان “الدعائي” وهددوا بتكثيف المقاطعة.
وقوبل اقتراح الإعلان بأنه “حتى أن شركة كوكاكولا لديها مصنع في فلسطين” برد فعل عنيف، حيث وصف مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الشركة بأنها “تضلل” المستهلكين، بحسب ما ذكره موقع ميدل إيست آي البريطاني.
وقال مناصرون للقضية الفلسطينية إن الشركة تدير مصنعاً في عطروت، وهي مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وقال آخر: “كوكاكولا تعود بالنفع على إسرائيل. إذا لم يكن الأمر كذلك، فلماذا لم يذكروا مباشرة في الإعلانات أن شركة كوكاكولا ليست من إسرائيل؟”.
وقالت فرحانة سلطانة، أستاذة الجغرافيا في جامعة سيراكيوز، إن “المقاطعة ناجحة. يطبق البنغلاديشيون حركة المقاطعة (BDS) الفعالة ضد شركة كوكا كولا. والآن، تطبق المقاطعة على جميع الأطراف الداعمة للإبادة الجماعية، على الأشخاص والمؤسسات ووسائل الإعلام”.
وقال حسن حبيب، وهو رجل أعمال من ميربور في دكا، لقناة الجزيرة إن الإعلان كان “محاولة سخيفة لتصوير أن شركة كوكاكولا لا علاقة لها بإسرائيل. إنه فقط يعزز موقفي بشأن الاستمرار في مقاطعتها”.
فيما أصدر الممثلون في الإعلان وكذلك المخرجون اعتذارات علنية عن إيذاء مشاعر الناس.
وقال شرف أحمد جيبون، المنتج والممثل الرئيسي، في بيان، إنه “لم يقف إلى جانب إسرائيل في هذا الإعلان وأنا لست مؤيداً لإسرائيل أبداً”.
بينما أوضح الممثل شيمول شارما في منشور على فيسبوك أنه قام بالإعلان “دون فهم” واعترف بأنه أضر “بجمهوري وعائلتي وشعب بلدي”.
وقال: “في المستقبل، سأتأكد من أن أي عمل أقوم به يحترم قيم بلادنا وحقوق الإنسان ومشاعر الناس”.
وكانت تقارير عدة أشارت إلى أن العلامات التجارية الأمريكية تتعرض لضغوط في الشرق الأوسط نتيجة لحملة المقاطعة التي أطلقها ناشطون ضد إسرائيل بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وذكرت وكالة بلومبرغ الأمريكية أن مبيعات الشركات الأمريكية التجارية، مثل ماكدونالدز وكنتاكي وبيبسي، قد انخفضت في الربع الأول من العام الجاري في آسيا والشرق الأوسط نتيجة المقاطعة.