وطنا اليوم:جملة يتيمة قالها المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، كانت كفيلة بتفجير عاصفة انتقادات في وجهه.
فعلى مدى الساعات الماضية، ضجت مواقع التواصل بمقاطع لكيربي، محشوراً بأسئلة الصحافيين الأميركيين حول ماهية “الخطوط الحمراء” التي لم تتخطها إسرائيل، حسب زعمه.
ففي أحد الفيديوهات ظهر الصحافي إيد أوكيف يسأل المسؤول الأميركي عن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مخيم السلام في المواصي غرب رفح ليل الأحد، قائلا إن “المنطقة بأكملها مكتظة بالسكان.. فكيف لا يخالف هذا الخط الأحمر الذي وضعه بايدن؟”.
“لم نر ذلك”
ليجيبه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي “كما قلت، لا نريد أن نرى عملية إسرائيلية برية موسعة في مدينة رفح، ولم نر ذلك حتى هذه اللحظة”.
فما كان من أوكيف إلا أن سأل: “كم عدد الجثث المتفحمة التي يتعين على بايدن رؤيتها قبل أن يفكر في تغيير سياسته تجاه إسرائيل؟”.
كيربي قال عن المناطق الآمنة التي قصفت :ما حدث يوم الأحد كان فظيعًا ومأساويًا.. أنتِ على حق. لم يبذل ما يكفي من أجل سلامة وأمن الأبرياء الذين حاولوا اللجوء إلى رفح ومحيطها.. ولا أستطيع التحقق من الأمكنة التي ذهب إليها المدنيون، ولا أعرف إذا كانوا جميعاً قد ذهبوا إلى مجمع الخيم الذي نصبته القوات الإسرائيلية أو إلى مكان آخر”.
إلا أنه أقر أن تلك المناطق التي وصفت بأنها آمنة سابقا، “لا تزال خطيرة”، مكررا أن ما حدث يوم الأحد كان مأساويًا للغاية.
“لا تغيير في السياسة”
أتى ذلك، بعدما أكد كيربي أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يعتزم تغيير سياسته تجاه إسرائيل عقب قصف مخيم للنازحين في رفح نهاية الأسبوع،
لكنه أشار إلى أن واشنطن “لا تغض الطرف” عن معاناة المدنيين الفلسطينيين، دون أن يشرح كيفية ذلك.
كما قال إن إدارة بايدن لا تعتقد أن أفعال إسرائيل في رفح ترقى إلى عملية واسعة النطاق من شأنها أن تتخطى “الخطوط الحمر” التي حدّدها بايدن.
وأضاف في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض أمس “لا تغيير في السياسة نتيجة لهذه الضربة التي وقعت الأحد”.
أتت تلك التصريحات بعد يومين على قصف إسرائيلي دامٍ استهدف مخيم السلام للنازحين في رفح وأدى إلى مقتل 45 شخصا، أغلبهم من النساء والأطفال الذين تفحمت جثثهم نتيجة تسبب الضربة بحريق كبير.
يشار إلى أنه سبق لبايدن أن أعلن أنه لا يؤيد هجوما عسكريا إسرائيليا واسع النطاق في رفح التي نزح منها مليون مدني، وقد علّق في الشهر الحالي تسليم شحنة قنابل ثقيلة لإسرائيل على خلفية مخاوف من استخدامها في رفح.