كوريا الشمالية تقترب من تكرار أزمة التسعينات التي مات فيها 3 ملايين

20 يناير 2021
كوريا الشمالية تقترب من تكرار أزمة التسعينات التي مات فيها 3 ملايين

وطنا اليوم:كشف تقرير نشرته صحيفة The Telegraph البريطانية يوم الثلاثاء 19 يناير/كانون الثاني 2021 أن كوريا الشمالية تواجه مجاعة شديدة حتى إن الجوع بدأ يجد طريقه بطريقة طبيعية في المناطق الغنية نسبياً في العاصمة بيونغ يانغ.
الصحيفة نقلت عما قالت إنها روايات أخرى داخل حدود كوريا الشمالية أن هناك عصابات من الأيتام تسرق من الأسواق المفتوحة كي تبقى على قيد الحياة، وأن هناك عائلة مكونة من أربعة أشخاص، مات أفرادها في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بميدان خارج محطة القطار بمقاطعة موسان في كوريا الشمالية بسبب الجوع وأن جثثهم حُملت بعيداً عن طريق مسؤولي الأمن الكوريين الشماليين.

كوريا الشمالية تواجه المجاعة بشكل كبير
في المقابل كشف التقرير البريطاني أن كل الدبلوماسيين وجميع عمال الإغاثة الدوليين، فيما عدا اثنين منهم، رحلوا من البلاد، ما يكشف أن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة ومنظمات حقوق الإنسان الأخرى تعتمد على شبكة ضعيفة من المواطنين المحليين من أجل نقل الأخبار لصالح منصات الإعلام المنشقة الموجودة في كوريا الجنوبية واليابان.
من ناحية أخرى قالت المنظمات التي امتلكت في السابق درجة من الوصول إلى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر في الشمال، إن التقارير المنقولة إلى الصين عبر الحدود عن طريق هواتف جوالة، أثبتت أنها متسقة وموثوقة. وإن البلاد تقف على حافة التعرض لأزمة غذائية تشبه المجاعة التي استمرت لأربع سنوات في أواسط التسعينيات، والتي يطلق عليها الكوريون الشماليون “المسيرة الشاقة”.

ملايين القتلى بسبب المجاعة
حيث يقدر البعض عدد الوفيات من تلك المأساة، التي حلّت بسبب الجفاف والفيضانات وسوء الإدارة الاقتصادية المتواصل، بـ3.5 ملايين شخص من أصل 22 مليون نسمة في كوريا الشمالية.
من ناحية أخرى حذر العديد من الخبراء من أن كورونا ربما يدفع بالبلاد إلى أسوأ من مجاعة التسعينات، حيث قال إيميش بيكارول، الذي يرأس مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في سيول: “المعلومات حول أمن الغذاء تتسرب من الشمال”.
بيكارول أوضح: “قليل من جماعات حقوق الإنسان كانت قادرة على العمل هناك هذا العام، وكان هناك منشقون أقل بكثير يمكننا التحدث معهم، لذا كنا نتحدث مع الجماعات التي لديها مراسلون داخل البلاد”.
كذلك اعترف بيكارول بأن الموقف “ليس مثالياً”، لكن في ظل غياب أشخاص موجودين على الأرض ورفض بيونغ يانغ التعاون مع المجتمع الدولي، فإن هذه الجماعات هي خياره “الأمثل”.

أقمار صناعية لرصد المحاصيل في كوريا الشمالية
في المقابل تستخدم الولايات المتحدة أقماراً صناعية لمراقبة محاصيل كوريا الشمالية، حيث توصلت إلى أن المحاصيل في عام 2019 أقل من نظيرتها في 1994، وهي السنة الأولى في أزمة “المسيرة الشاقة”، وذلك نتيجة تأثر البلاد بشدة من الأعاصير والفيضانات المنتشرة خلال موسم الحصاد.
من ناحية أخرى قال بيكارول إنه مع وضع كل هذه الأمور معاً يكتمل وضوح الصورة بأن الأمن الغذائي للعديد من الكوريين الشماليين غير مستقر على الإطلاق.
في حين نشرت صحيفة The Daily NK، التي تستقر في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، أن عديداً من الأشخاص في المناطق الحدودية فقدوا أي نوع من الدخل بسبب إغلاق الحدود، وأنهم الآن يشتكون من الصعوبات، التي تعد أسوأ حتى من صعوبات المسيرة الشاقة.
لكن سوكيل بارك، مدير البحوث في منظمة Liberty in North Korea قال إن المعلومات الواردة من الثقب الأسود كوريا الشمالية تصير أكثر قتامةً هذا العام وأضاف: “يبدو أن الفقراء والأغنياء من الكوريين الشماليين يعانون على السواء هذا العام، لكن الحكومة كانت مهتمة للغاية بنشر رواية لشعبها بأن الوضع أسوأ في كوريا الجنوبية وفي بقية العالم، ولذا فإن هذه معاناة ضرورية وأن الأمور كانت من الممكن أن تسوء”.

مشاكل تعاني منها كوريا الشمالية
التقرير البريطاني كذلك قال إن وسائل الإعلام الحكومية تمادت بنشر تقارير عن المشكلات التي تسببها الجائحة في البلاد الأخرى، وفي الوقت ذاته أصرت على عدم وجود حالات إصابة بفيروس كورونا في كوريا الشمالية.
في المقابل ترى الرواية الرسمية لنظام كيم جونغ أون أن آفاق المستقبل وردية برغم الصعوبات الموجودة هذا العام.