د جمال الدباس
ضربات القلب الشارده او الهاجره وتشمل إنقباضات القلب المفاجئه المبكره السابقة لأوانها (بالانجليزيه تختصر PVC pre-excited contractions; PAC)
هي نبضات قلب زائدة تبدأ في واحدة من حجرتي الضخ السفليتين للقلب (البطينان). تعيق هذه النبضات انتظام الدوره الدمويه ما يؤدي في بعض الأحيان إلى الشعور بالرفرفة أو تخطي النبض في الصدر.
الانقباضات البطينية المبكرة هي أحد الأنواع الشائعة من عدم انتظام نبض القلب (اضطراب النظم القلبي).
لا تستدعي الانقباضات المبكرة العارضة القلق في غير المصابين بأمراض القلب عادةً ، ولا تحتاج في أغلب الأحوال إلى علاج. قد تحتاج إلى العلاج إذا كانت الانقباضات المبكرة كثيرة التكرار أو مزعجة، أو إذا كانت لديك حالة قلبية كامنة او مرض في القلب خفي.
الأعراض:
تتسبب الانقباضات البُطينية المبكرة غالبًا في ظهور أعراض قليلة، وقد لا تظهر أي أعراض على الإطلاق. ولكن ضربات القلب الزائدة قد تسبب شعورًا غير معتاد في الصدر، مثل:
-الرفرفة
-تسارع نبض القلب أو تقافزه
-تخطي بعض ضربات القلب أو نقصها
-زيادة الوعي بضربات القلب
استشر الطبيب إذا شعرت برفرفة أو خفقان أو عدم انتظام ضربات قلبك، حيث يمكن للطبيب أن يحدد ما إذا كان هذا الشعور ناتجًا عن مشكلة في القلب أم مشكلة صحية أخرى او بسبب منبهات او دواء معين . يمكن للمؤشرات والأعراض المتشابهة أن تكون ناتجة عن عدة حالات مَرَضية أخرى منها القلق وانخفاض عدد خلايا الدم الحمراء (فقر الدم)، وفرط الدرقية (فرط نشاط الغدة الدرقية) والعدوى.
الأسباب:
لفهم سبب حدوث انقباضات البطين المبكرة، قد يفيد التعرف على المزيد عن طريقة نبض القلب في الحالة الطبيعية.
يتكون القلب من أربع حجرات: حجرتان علويتان (الأذينان) وحجرتان سفليتان (البطينان).
يجري التحكم في نظم القلب عبر منظم طبيعي لضربات القلب (يسمى العقدة الجيبية) في الحجرة العلوية اليمنى (الأذين). ترسل العقدة الجيبية إشارات كهربائية تؤدي إلى بدء نبضة القلب بصورة طبيعية. وتتحرك هذه الإشارات الكهربية عبر الأذين مسببة انقباض (تقلص) عضلة القلب وضخ الدم إلى البطينين.
بعد ذلك، تصل الإشارات إلى عنقود من الخلايا، يُطلق عليه اسم العقدة Node وسط القلب، والتي عندها تتباطأ تلك الإشارات. ويتيح هذا التأخر البسيط امتلاء البطينين بالدم. وعند وصول الإشارات الكهربية إلى البطينين، تنقبض الحجرتان وتضخان الدم إلى الرئتين أو إلى سائر أجزاء الجسم.
تجري عملية إرسال إشارات القلب عادةً بسلاسة في القلب الطبيعي، وينتج عنها معدل سرعة قلب أثناء الراحة يتراوح بين 60 و100 نبضة في الدقيقة.
الانقباضات البطينية المبكرة هي انقباضات غير منتظمة تبدأ في البطينين بدلاً من العقده الجيبيه في الاذين الايمن ، واحيانا اخرى تبدأ من الاذين لكن خارج العقده الجيبيه كما هو معتاد.
تنبض هذه الانقباضات عادةً بشكل أبكر مقارنة بنبضات القلب المتوقعة التالية.
وقد تحدث الانقباضات المبكرة بسبب:
-أخذ بعض الأدوية، مثل عقاقير إزالة الاحتقان ومضادات الهيستامين
-شُرب الكحوليات أو تعاطي المخدرات
-استخدام المنبهات، مثل الكافيين أو التبغ
-زيادة مستويات الأدرينالين في الجسم بسبب ممارسة الرياضة أو القلق
-إصابة عضلة القلب بسبب مرض فيها.
-قد تكون انذارا مبكرا لمرض في احد اعضاء القلب الأخرى مثل الصمامات، او الشرايين ، او أغلفه القلب، وتشمل أمراض القلب الخلقية ومرض الشريان التاجي وفشل القلب وضعف عضلة القلب (اعتلال عضلة القلب) والتهاب التامور .
-تكون ناتجة عن عدة حالات مَرَضية أخرى منها : القلق وانخفاض عدد خلايا الدم الحمراء (فقر الدم)، وفرط الدرقية (فرط نشاط الغدة الدرقية) والعدوى او جلطات الرئتين او نقص أملاح او اوكسجين الدم.
المضاعفات:
قد يؤدي تكرار الإصابة بالانقباضات البُطينية المبكرة أو أنماط معيّنة منها إلى زيادة احتمالية الإصابة باضطراب ضربات القلب (اضطراب النظم القلبي) أو ضعف عضلة القلب (اعتلال عضلة القلب).
وفي حالات نادرة، يمكن أن يؤدي تكرار الإصابة بالانقباضات المبكرة -عندما تتزامن مع أمراض القلب- إلى اضطراب خطير في نظم القلب، وربما الإصابة بالموت القلبي المفاجئ.
التشخيص:
لتشخيص الانقباضات البُطينية المبكرة، يفحص الطبيب القلب باستخدام سمّاعة طبية. وقد تُطرح عليك أسئلة عن عاداتك الحياتية وتاريخك المرضي.
وتُجرى بعض الفحوص لتأكيد تشخيص الانقباضات البُطينية المبكرة.
-يعمل مخطط القلب ECG لاكتشاف ضربات القلب الزائدة والتعرف على نمطها ومصدرها.
تخطيط كهربية القلب هو فحص سريع وغير مؤلم يسجل النشاط الكهربائي للقلب. وفيه تُثبّت لصيقات جلدية (أقطاب كهربائية) على الصدر، وعلى الذراعين والساقين. وتكون هناك أسلاك توصل الأقطاب الكهربائية بجهاز يعرض نتائج الاختبار. من الممكن أن يوضح تخطيط القلب ما إذا كان القلب ينبض بسرعة كبيرة أم ببطء شديد أم لا يوجد أي خلل في سرعته.
وإذا كانت الانقباضات البطينية المبكرة غير متكررة كثيرًا، فقد لا يكتشفها مخطط كهربية القلب القياسي. قد يطلب منك الطبيب أيضًا استخدام جهاز تخطيط كهربية القلب المحمول في المنزل للحصول على المزيد من المعلومات حول معدل ضربات القلب. ومن أجهزة تخطيط كهربية القلب المحمولة ما يلي:
-جهاز هولتر. يمكن ارتداء جهاز تخطيط كهربية القلب المحمول هذا ليوم واحد أو أكثر لتسجيل نشاط القلب أثناء أداء الأنشطة اليومية المعتادة. تتيح بعض الأجهزة الشخصية، مثل الساعات الذكية، إمكانية مراقبة جهاز تخطيط كهربية القلب المحمول وهي مرخصه طبيا لهذا الغرض من FDA.
-جهاز رصد الأحداث القلبيةEvent recorder , حيث يمكن ارتداء
جهاز تخطيط كهربية القلب المحمول هذا لمدة تصل إلى 30 يومًا أو اكثر لحين حدوث عدم انتظام ضربات القلب (اضطراب النظم القلبي) أو الأعراض. حيث تضغط على الزر حين تشعر بالأعراض. ولكن بعض أجهزة الرصد تستشعر تلقائيًا اضطراب ضربات القلب، ثم تبدأ في التسجيل.
-وقد ينصحك الطبيب أيضًا بإجراء اختبار الجهد. يتضمن عادةً هذا الاختبار السير على جهاز المشي أثناء الخضوع لتخطيط كهربية القلب. قد يساعد اختبار الجهد في تحديد ما إذا كان أداء هذه التمارين تؤدي إلى حدوث الانقباضات البطينية المبكرة ويشخص وجود انسداد او مرض في شرايين القلب بشكل مبدئي .
-الايكو لتشخيص اعتلال الصمامات او عضله القلب او الغلاف للقلب.
-احيانا يحتاج الطبيب إلى عمل صور اضافيه للقلب باستخدام تصوير طبيقي او بالرنين المغناطيسي للقلب.
العلاج:
لا يحتاج معظم المصابين بالانقباضات البُطينية المبكرة الذين لا يشكون من مرض القلب إلى علاج. فإذا كنت مصابًا بمرض القلب، فقد تؤدي الانقباضات البُطينية المبكرة إلى مشكلات أكبر في نظم القلب (اضطراب النظم القلبي). وفي هذه الحالة يتوقف العلاج على السبب الكامن.
قد ينصح الطبيب بأساليب العلاج التالية للانقباضات البُطينية المبكرة:
-تغيير نمط الحياة. قد يعمل تقليل مسببات الانقباضات البُطينية المبكرة الشائعة -مثل الكافيين أو التبغ- على تقليل عدد النبضات الزائدة ومن ثم تقليل الأعراض المصاحبة.
-الأدوية. يمكن أن تُوصف أدوية ضغط الدم لتقليل الانقباضات المبكرة. ومن الأدوية المستخدمة للتعامل مع الانقباضات البُطينية المبكرة حاصرات مستقبلات بيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم. وقد توصف أيضًا الأدوية المستخدمة لضبط النظم القلبي في حال الإصابة بأحد أنواع اضطراب النظم القلبي الذي يسمى تسرع القلب البُطيني أو الانقباضات البُطينية المبكرة المتكررة التي تؤثر على عمل القلب.
-الاستئصال الجراحي باستخدام القسطرة العلاجيه بالموجات الراديوية. إذا لم تنجح تغييرات نمط الحياة والأدوية في تقليل الانقباضات البُطينية المبكرة، فقد ينفذ إجراء بالقسطرة لوقف النبضات الزائدة. وفي هذا الإجراء، يُدخل الطبيب أنبوبًا مرنًا ورفيعًا (أنبوب قسطرة) واحدًا أو أكثر في أحد الشرايين -عادةً ما يكون ذلك في منطقة الأُربية- ثم يُمرر إلى القلب. وتَستخدم المستشعرات (الأقطاب الكهربائية) الموجودة في طرف القسطار طاقة حرارية (ترددات راديوية) لإحداث ندوب دقيقة في القلب لحجب الإشارات الكهربية غير المنتظمة واستعادة النظم القلبي الطبيعي.