بقلم د.عطا أبو الحاج
ذهبت زوجتي إلى سوق الخضار ، وانتخبت ثمارا من ( الكوسا ) صغيرة الحجم ، ودفعت ثمنا مرتفعا ، ثم عادت إلى البيت ، وأحضرت آلة الحفر السيئة السمعة ، وقامت بتفريغ الكوسا من حشوتها وباطنها تماما ، كما تم تفريغ بلدي من خبراته وخيراته وأهله ..!
حتى حولتها إلى مجرد قشر ، ثم أحضرت الرز ، ليكون حشوة بديلة عما خلقه الله فيها !
لب الكوسا أصبح في الزبالة ، والطبخة قاربت على النضج ، وها هم الأولاد يتحلقون لتناول الطعام ، ولكنهم قاموا بشق جلد الكوسا وأكلوا الرز ، وتركوا القشر ، فقامت الزوجة برميه في الزبالة .
إذن ، ثمرة الكوسا أصبحت كلها في الزبالة ..أية جريمة .!!
تخيلت أنا العاجز عن وقف هذه المذابح بحق الكوسا مؤتمرا لنصرتها –وإن كانت مؤتمرات نصرة شعبنا غير مشجعة-ووضعت قرارات وتوصيات لتبنيها من قبل الأعضاء ، ومنها :
1-تسليم الأسلحة التي كانت تستخدم في تنفيذ مذابح الكوسا ( الحفارات )
2-إغلاق مصانع الحفارات وتحويل عمالها إلى مجللات سلمية في المجتمع كأعمال التشجير وشق الطرق ….
3-تأهيل نسوان الكوسا المحشي كما يتم تأهيل خريجي السجون ، ويخضعن لبرامج تربوية توعوية ويبصرن بقيمة المال ومسؤولية النعمة .
4-التفريق بين الرجل وبين زوجته عند إصرارها على حفر الكوسا ( من باب سد الذرائع ) فلعلها غدا تتجرأ وتبقر بطن الزوج إن لم تجد ما تبقره من الكوسا !
5-تعديل المناهج المدرسية وحذف الدروس التي تصور سعادة أفراد الأسرة وهم يتحلقون حول موائد الإسراف والتبذير .
6-إغلاق مطاعم الكوسا المحشي وتحويل أصحابها إلى محكمة العدل الدولية الغذائية ، وتحويل تلك المطاعم إلى مصحات .
7-ينبث عن المؤتمر لجنة تسمى ( اللجنة الدائمة لمكافحة جرائم الكوسا ) يرأسها ( ن. م ) ويعين أعضاؤها من حملة الشهادات العالية والتخصصات والخبرات والترايخ غير الملوث بأكل المحاشي …
إن هناك جريمة مرافقة لحفر الكوسا لا تقل بشاعة وشناعة ، إنها جريمة قتل الوقت ، وكأن النسوان قد فعلن به ما فعلن بتلك الثمرة ، حيث أفرغنه من محتواه ، وملأنه بالترهات من الأحاديث .
أعمارنا نقتلها كذلك ، ثم نتحسر عليها عندما تنقضي ، ولو عادت لعدنا !!!!