بقلم كمال زكارنة
أعداء النجاح ثقافة سلبية مدمرة ما تزال تستفحل في العديد من المؤسسات العاملة،وهي التصدي لصناع النجاح والإنجاز ،الذين نجحوا في تجاوز الأزمات المالية والإدارية ،من خلال وضع العصي في الدواليب،ومحاولة تعطيل مسيرة العمل الناجح ،وكثيراً ما يتعرض المدير المبدع والكفؤ الذي يحقق نجاحات متتالية في المؤسسة التي يديرها ،الى هجمات عنيفة ومركزة من قبل أشخاص في نفس المؤسسة تضررت مصالحهم بسبب النجاح الذي لا يمكن أن يتحقق ويتواصل ويعم المؤسسة المعنية إلا إذا حوصرت أنشطتهم وضاقت مساحة حركتهم وضرب النجاح على جيوبهم التي تعودت على الإنتفاخ بغير حق.
لهذه الأسباب ،عندما ينجح مدير عام المؤسسة مالياً وادارياً ،وينقذها من الموت المحقق ..الإغلاق،عندما يدمل الجروح ويعالج مواطن الخلل ويغلق منافذ الفساد والسرقات والتجاوزات ،ويخسر البعض الفاسد الإمتيازات المالية تحديداً ،يبدأ هذا البعض بإشعال الحرائق حول المدير العام والتصدي لكل قرار يتخذه لصالح المؤسسة والموظفين والعاملين فيها،من أجل حماية مصالحهم الخاصة التي يحصلون عليها على حساب زملائهم زوراً وبهتاناً وفساداً واضحاً ومكشوفاً.
هذه الثقافة الفاسدة التي تقوم على الفساد والنفاق والتدمير والخراب ،اذا سادت ونجحت في أي مؤسسة فإن مصيرها الإندثار ،وهي عكس الطبيعي ومن قوى الشد العكسي التي تعرقل العمل الصحيح والجاد ،وتسعى للحفاظ على الفساد والفاسدين،وتسيدهم والظفر بموارد المؤسسة وحرمان الآخرين من حقوقهم الوظيفية وخاصة رواتبهم الشهرية ،وترحيلها إلى ديون على المؤسسة لا أمل بإستردادها.
صحيفة يومية كانت في حالة نزاع ،أرسل الله تعالى لها مديراً عاماً رحمة من لدنه،استطاع في فترة زمنية قصيرة أن يعيدها للحياة ،والإنطلاق من جديد ،وأطفاء ملايين الدنانير من الديون التي تراكمت عليها ،وأعاد الحقوق المالية لأصحابها ،ويدفع الرواتب للموظفين بداية كل شهر وليس نهاية الشهر،ولدى المؤسسة اليوم إحتياطي من الأموال يتجاوز الستمائة ألف دينار،وجميع مستلزمات الطباعة مؤمنة لمدة عام قادم،وقام بزيادة رواتب العديد من الموظفين والعاملين الذين ظلموا بسبب الفساد والفاسدين ،وحاول تصحيح بعض التشوهات في الرواتب،لكنه يجابه بالعداء بسبب ثقافة عداوة النجاح وتضرر المصالح.
المطلوب من أجهزة الدولة المعنية ومؤسسة الضمان الاجتماعي توفير الحماية اللازمة لمثل هؤلاء المدراء الناجحين المخلصين في العمل والصادقين في الإنتماء ،والذين يحولون الخسائر الى أرباح ويعيدون الحياة الى مؤسسات كانت ميؤوساً منها ،واستطاعوا دفع رواتب الموظفين بإنتظام والنهوض بالمؤسسة إلى أفضل المستويات مالياً وإدارياً وانتشاراً،لكن النجاح والفساد يسيران في خطين متوازيين لا يمكن أن يلتقيا ،فلا بد من دعم المدير العام الناجح وشل حركة قوى الشد العكسي أعداء النجاح واجتثاثها نهائياً.