السفير السعودي الجديد في القدس و اوراقه قدمت في العاصمة عمان .. ماذا وراء تغريدات ومشاهد القنصليّة عام 1947..؟

15 أغسطس 2023
السفير السعودي الجديد في القدس و اوراقه قدمت في العاصمة عمان .. ماذا وراء تغريدات ومشاهد القنصليّة عام 1947..؟

وطنا اليوم – احتار المراقبون والخبراء والدبلوماسيون في قراءة وتفسير الخطوة السعودية غامضة الصياغة والأهداف، والتي تم الإعلان عنها بصورة دراماتيكية ألهبت مناخات التساؤلات حيث تم الإعلان في مقر السفاره الفلسطينية في العاصمة الأردنية عمان عن تسليم نسخة من أوراق اعتماد السفير السعودي الجديد في دولة فلسطين باعتباره سفير مفوض وغير مقيم.

وهو نفسه سفير السعودية في الأردن السفير نايف بن بندر السديري.

 ويعني ذلك أن السعودية قرّرت على نحو مباغت وفجأة  اتخاذ خطوة كانت مأمولة طوال الوقت من هذا الصنف مع سلسلة رسائل رمزية وتشفيرات لم يتم تفكيكها بعد وإن كانت ستتّضح لاحقا تداعيات ونتائج واستحقاقات خطوة دبلوماسية كبيرة من الجانب السعودي تم الإعلان عنها على نحو مباغت.

ونشرت الصحف الإلكترونية التابعة للسفارة السعودية في الأردن صورة لاجتماع أربعة أشخاص من بينهم السفير الفلسطيني في الأردن عطا خيري وهو يتقبّل أوراق اعتماد السفير السعودي غير المُقيم في دولة فلسطين.

وتضمّن الخبر الرسمي السعودي الإشارة إلى أن أوراق الاعتماد نفسها تضمّنت الإشارة لتعيين السفير السديري أيضا قنصلا للسعودية في القدس.

وهي خطوة تعني أيضا الكثير ولها ما لها مستقبلا وإن كانت بعض التفسيرات والقراءات تربط بين الخطوة السعودية في المسار الفلسطيني وبين ما سبق أن التزم به أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عندما أبلغ أن السعودية ستُعيد تنشيط اهتمامها بالملف الفلسطيني والسلطة الفلسطينية.

  ضمن الخطوات التي وعد بها عباس أيضا استئناف العلاقات الدبلوماسية وتعيين السفير بالإضافة إلى إرسال ما كانت قد قطعته السلطات السعودية من مساعدات مالية سنوية إلى أجهزتها الإدارية.

الدلالات الرمزية في الصورة والنبأ كثيرة وأهمها أن السفراء بالعادة يُقدّمون أوراق اعتمادهم إمّا لوزير خارجية الدولة التي يُعيّنون بها أو لرئيس تلك الدولة.

وهو مشهد لم يحصل في مسألة السفير السعودي المعيّن حديثا السديري حيث لم يستقبله الرئيس  الفلسطيني محمود عباس لأغراض تقبّل أوراق الاعتماد ولا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، الأمر الذي أثار العديد من علامات الاستفهام.

لكن مصدر دبلوماسي فلسطيني مطّلع على بعض الخبايا أشار إلى أن السفير السديري يُجهّز ويعد العدّة لرحلة رسمية جديدة يُقدّم فيها أوراق اعتماده في مقر الخارجية أو المُقاطعة في رام الله ولكن ما يؤخر هذا الأمر هو عدم صُدور تصريح من الجانب الإسرائيلي يضمن عبورا آمنا للسفير السعودي.

 وهي نقطة حمّالة أوجه وتُثير الكثير من الجدل خصوصا وأن المصدر الدبلوماسي لفت النظر إلى أن ما حصل هو تسليم نسخه من أوراق الاعتماد وليس أوراق الاعتماد الرسمية في مقر السفارة الفلسطينية في عمان بمعنى أن الجانب السعودي يُعبّر عن طلبه الدبلوماسي وأن ما حصل ليس بالعُرف الدبلوماسي بُعد شرعيا ويتّخذ الصفة القانونية.

وإن كان يُؤسّس للقناعة بأن السعودية من أكثر دول المنطقة المهمة التي تعترف بدولة فلسطين.

وثار نقاش قانوني ونقاش آخر على مستوى الخبراء سياسي الطابع.

لكن ما لفت النظر هو المعلومات والمعطيات عن صعوبات إسرائيلية تقرّرت أو واجهت عملية تأمين زيارة لرام الله من جهة السفير السعودي السديري حتى يُكمل أو يقوم بالإجراءات التي يتطلّبها منصبه الجديد رسميا وهي مسألة تقول المصادر الفلسطينية على الأقل إنها مؤجّلة قليلا بانتظار صُدور التصريح.

أو تُشير إلى أن الجانب السعودي في هذه المرحلة لا يُريد التورّط بنتائج وتداعيات إرسال دبلوماسي رفيع المستوى بتصريح إسرائيلي خصوصا في ظل الجدل الأمريكي والغربي عن رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المُلحّة بإقامة علاقات مباشرة مع السعودية.

الحدث بطبيعة الحال لفت الانظار من حيث الشكل والمضمون والتوقيت والمكان وإن كانت الصورة التي التقطها السفير السديري في مكتب السفير عطا الخيري في غربي العاصمة عمان لا تعني اكتمال المشهد الدبلوماسي في الاعتراف وفي الخطوة الدبلوماسية السعودية الكبيرة المهمة فيما الجدل في أكثر من اتجاه نحو الخطوة اللاحقة والتي تقضي بتعيين السديري أيضا قنصلا في مدينة القدس.

ويفسر مصدر سعودي مطلع وخبير هنا بأن هذه الخطوة كانت ضرورية لدعم الشعب الفلسطيني خصوصا في القدس الشرقية بمعنى أن المسألة بروتوكوليا تخص إعادة فتح القنصلية السعودية في القدس المحتلة وليس التأسيس لقنصليه الجديدة وهي قنصلية يقول الخبراء أنها كانت أول قنصلية لدولة إسلامية وعربية في القدس مُنذ عام 1947.

وبالتالي كل ما سيفعله السعوديون أنهم سيُعيدون افتتاح قنصليّتهم.

 وهي خطوة تمّت بالتنسيق مع الرئاسة الفلسطينية وبالتأكيد في ظل أضواء خضراء أمريكية وأوروبية وقد تسمح الخطوة عموما للسفير السديري ببدء  القيام بجولات وقد تسمح للرياض بتشكيل هيئة تمثيلية لها في القدس والبحث عن مكاتب ومقرّات لها، الأمر الذي يُساهم برمّته في التأسيس لما يتردّد على مُستوى المجتمع الدولي حول الانتقال إلى مُستوى الاشتباك باتّجاه علاقات إسرائيلية- سعودية لاحقا.

راي اليوم