اليسار كتفاً الى كتف مع الإسلامي والنمري يقود الديموقراطي الإجتماعي في المواجهة والمدني الديموقراطي في صندوق “البكب” والميثاق خارج التغطية وإرادة في الأطراف

12 أغسطس 2023
اليسار كتفاً الى كتف مع الإسلامي والنمري يقود الديموقراطي الإجتماعي في المواجهة والمدني الديموقراطي في صندوق “البكب” والميثاق خارج التغطية وإرادة في الأطراف

 

وطنا اليوم – خاص –  ارتفعت وتيرة النشاط في الساحة الحزبية الاردنية لدرجة ان اخبار الاحزاب باتت لا تغيب عن مواقع التواصل الاجتماعي او عن المجموعات التواصلية ، حيث بات الكل يعرض بضاعته، والحالة تشير الى محاولة سباق للوصول الى قواعد شعبية تؤهل الحزب ان يتصدر انتخابات برلمانية مرتقبة خلال عام على اقل تقدير .

اليسار وبشكل غير مألوف خرج بلغة خطابية غير تقليدية وغير مألوفة يسارياً مؤخراً، حيث الوزير السابق بسام حدادين تحدث بخطاب يساري اعاد المشهد اليساري الى القواعد و بجرأة  غير معهودة معتبراً أن قانون الجرائم الالكترونية جاء حالة تسلل ضد الحريات العامة وحريات التعبير، هدفها التصادم مع التوجيهات الملكية.

جميل النمري  اليساري المخضرم امين عام الديموقراطي الاجتماعي هو الاخر خرج بخطاب يساري غير تقليدي في العلاقة مع ادوات الدولة حيث عارض قانون الجرائم الالكترونية وبلغة اكثر نعومة من لغة نظيره بسام حدادين ، فيما الاكثر حدية في الخطاب اليساري كان حديث العين مصطفى حمارنة الذي قال في حديث استمعت له وطنا اليوم بأن “هنالك خلل في المضمون والإخراج، حيث هناك في الديمقراطيات ما يسمى بالتوافقات، الذي يعد جوهره تقديم التنازلات من الأطراف المعنية في المفاوضات”.

 

المدني الديموقراطي ظهر بصورة اعادة الى الاذهان حالة الخطاب التصعيدي  حين ركب العضو الابرز قيس زيادين في ظهر بكب تحمل سماعات حاملاً مايكرفون بلهجة خطاب تصعيدية جسدها في لقاء تلفزيوني جمعه مع مدير هيئة الاعلام السابق المحامي طارق ابوالراغب اتهمه به ابوالراغب بالاصطفاف وراء الاسلاميين .

في الجهة المقابلة لم يظهر الحزب الوليد الميثاق على الساحة الاردنية لا مؤيداً ولا معارضاً ولا منتقداً لما يجري من حراك تواصلي الامر الذي وصف بان الميثاق خارج التغطية ، بينما إرادة الاكثر تحركاً لا يزال يزحف في الاطراف سعيا وراء توسيع القاعدة الشعبية في مستويات الاطراف وبعيداً عن نخب العاصمة عمان، وفي مسقط رأس امينه العام نضال البطاينة، حيث التقى إرادة في اقصى شمال المملكة  في بني كنانة بعض الشرائح الاجتماعية التي يمكن الاستناد من خلالها على توسيع قاعدة إرادة في الشمال وبقيت صورة الطفلة التي قبل يدها امين عام إرادة الوزير السابق نضال البطاينة عالقة فقط في اذهان ادوات الدعاية الاعلامية للحزب.

الاسلاميون ظهروا بخطاب تصعيدي متقارب مع خطاب اليسار ويبدو ان الاسلاميين استغلوا هذا التقارب الخطابي لزيادة عزل وابقاء الاحزاب الوليدة بعيدة تواصليا عن الشارع فكانت المعادلة الحزبية، كلما ارتفع خطاب الاسلاميين ومن خلفه اليسار والمدني ، كلما غاب الميثاق وعزل اكثر عن هذا الحراك الحزبي .

الحالة تؤشر الى ان الإسلامي اصبح كتفاً الى كتف مع اليساري والمدني في مواجهة قانون الجرائم الالكترونية او وبصورة ادق قد يكون المشهد مرسوم بدقة بحيث لا يترك الإسلامي لوحده  منفرداً في قيادة معارضة القانون ، لان الرسام يدرك حجم القاعدة العريضة التي تعارض وتنتقد القانون،  لذلك لا يريد من الإسلامي ان يتفرد بها وهو مايفسر ارتفاع لغة الخطاب اليساري ولكن بلغة ناعمة وليست خشنة وهو ايضا ما يفسر الظهور المفاجأ لمشهد المايكرفون اليساري .