الاستقلال الأردني.. اتصال لا انفصال !!

24 مايو 2023
الاستقلال الأردني.. اتصال لا انفصال !!

محمد داودية.
الاستقلال الأردني ليس انفصالا عن الأمة العربية العظيمة و لن يكون، بل هو أحد أعمدة ارتكاز وحدة الأمة وحريتها.
ظل استقلالنا مترافقاً مع تحديات نوعية عميقة تلازم بلادنا، اقتصادية وأمنية.
ولكن ظل التغلب على التحديات يلازم بلادنا ايضا، مدعّماً بالرشد والرضى.
عٍلماً أن التحديات الهائلة التي تلازم الكيان الإسرائيلي، تفوق آلاف المرات ما يواجهنا من تحديات.
لا تُحصى المرات التي ظُلِمت فيها بلادنا الأردنية العربية العظيمة، والمدهش أنه ظلم غبي ساذج، ينهار ويتهاوى أمام الأرقام والحقائق والمعلومات المتاحة للجميع.
لقد أُشِيع جهلاً وزوراً وحِقدا، أنّ الأردن كيانٌ مصطنع أوجده الإنجليز واليهود. وأنّه صُمّم ليلعب دوراً وظيفياً وليكون منطقةً عازلة بين العرب واليهود buffer zone.
والحقيقة النجلاء هي أنّ اليهود يعتبرون وجودهم في الأردن، سابقٌ على وجودهم في فلسطين !!
ويعتبرون أن الأردن هو أرض اسرائيل الشرقية !!
ويعتبرون أن لنهر الأردن ضفتين، كلتاهما لإسرائيل !!
حرفياً هذا ما جاء في كتاب “رحلة إلى الماضي” لأرنون سوفير أستاذ الجغرافيا في جامعة حيفا: “كانت إمارة شرق الأردن جزءاً من أرض إسرائيل، وفي سنة 1922 سُلِخت وأُخرجت من نطاق الوطن القومي اليهودي، ونهر الأردن الذي كان فاصلاً بين أرض إسرائيل الغربية وأرض إسرائيل الشرقية، أصبح حدوداً غربيةً بعد أن رسمتها السلطة البريطانية”.

الحقائق العلمية التاريخية تكشف أن اليهود قاوموا إعلان إمارة شرق الاردن عام 1921.
فقد ثارت الحركة الصهيونية بزعامة الإرهابي زئيف جابوتنسكي، عندما أَخرج الأمير عبد الله بن الحسين، وزعماء القبائل الوطنيون الأردنيون، الأردن من وعد بلفور عام 1922.
وقد اعتبرت “حركة المقاومة اليهودية” المكونة من منظمات الهاغاناة والأراغون وشتيرن “المحاربون في سبيل حرية إسرائيل”، كلّ يهودي على أرض فلسطين، عضواً في “حركة مقاومة فصل شرق الأردن عن الوطن اليهودي ومنحه الاستقلال”. كما جاء في اسبوعية
The Jewish Standard 29 March 1946.

وثارت ثائرة الحركة الصهيونية مرة أخرى عندما وافقت بريطانيا على استقلال الإمارة، التي أُعلنت المملكة الأردنية الهاشمية في مثل هذا اليوم عام 1946.

فعن أي منطقة عازلة يتحدث المزورون الحاقدون، والجاهلون والمغرر بهم، واليهود يعتبرون الأردن بلادنا العربية العظيمة، أرضَهم الشرقية “المحتلة من قِبَل الأعداء” !!

لقد ظل “الكيان الأردني المصطنع العازل” صامدا يذود، وما يزال وسيظل يذود عن أمته وعن حرية شعب فلسطين العربي وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وظل ملِكُه الهمامُ ذو الحكمة والحنكة يعني ما يقول:
كلا على القدس،
كلا للوطن البديل،
كلا للتوطين !!
ونحن معه أردنيون وفلسطينيون وعرب.
وكل عام وانتم بخير،
* (مقالتي في الدستور يوم الخميس).