وطنا اليوم:حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، من أن العالم سيشهد درجات حرارة قياسية جديدة تقريباً في السنوات الخمس المقبلة، ومن المرجح أن ترتفع درجات الحرارة بأكثر من 1.5 درجة مئوية للمرة الأولى في تاريخ البشرية، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء 17 مايو/أيار 2023.
وفقاً لبحث أجرته المنظمة العالمية، فإن انتهاك عتبة 1.5 درجة مئوية الحاسمة، التي حذر العلماء من أنها قد تكون لها عواقب وخيمة، يجب أن تكون مؤقتة فقط.
ومع ذلك، فقد حذرت وكالة الأمم المتحدة من أنه سيمثل تسارعاً ملحوظاً في التأثيرات البشرية على نظام المناخ العالمي، ويرسل العالم إلى “منطقة مجهولة”.
الصحيفة البريطانية ذكرت أن العلماء قالوا، في استنتاج صادم، إن هناك فرصة بنسبة 66% بأن يتجاوز المتوسط السنوي لارتفاع درجة حرارة سطح الأرض 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية في عام واحد “على الأقل” بحلول عام 2027.
وبحسب البحث، فإن احتمالات تحقيق هذه النتيجة “تتزايد مع مرور الوقت”، إذ إن احتمال حصول خرق مؤقت لعتبة 1.5 درجة مئوية ارتفع إلى 66% من حوالي 48% قبل عام واحد، وبنسبة “قريبة من الصفر” في عام 2015.
ويغطي البحث، الذي جمعه باحثون من 11 منظمة حول العالم، بما في ذلك تلك الموجودة في أوروبا وأمريكا الشمالية واليابان والصين، الأعوام من 2023 إلى 2027.
تعهدت البلدان، بموجب اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، بمحاولة إبقاء درجات الحرارة العالمية لا تزيد عن 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، بعد نصيحة علمية بأن التسخين فوق هذا المستوى من شأنه أن يطلق العنان لسلسلة من الآثار الكارثية بشكل متزايد والتي لا رجعة فيها.
إلى ذلك، قال المؤلفون للصحيفة إن هناك احتمالاً بنسبة 98% أن تتجاوز إحدى السنوات الخمس الارتفاع القياسي في درجة الحرارة عند 1.28 درجة مئوية في عام 2016، وأن نصف العقد التالي ككل سيكون الأكثر دفئاً على الإطلاق.
كما أضافوا أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ البشرية التي نقترب فيها من هذا الحد.
ومن المرجح، بحسب الصحيفة، أن تؤدي العودة المتوقعة لظاهرة النينيو الجوية، التي تنطوي على ارتفاع درجة حرارة سطح المحيط الهادئ، بحلول نهاية العام الجاري، إلى تضخيم درجات الحرارة العالمية.
ومن المتوقع أيضاً أن ترتفع درجات الحرارة في القطب الشمالي بمعدل أسرع بثلاث مرات من المتوسط العالمي، لأن ذوبان الجليد يقلل من القدرة على عكس الشمس، ويسبب احتراراً أكبر من أي مكان آخر.
ظاهرة النينيو
وحذرت الأمم المتحدة في بحثها من أن الدفء الذي تأتي به ظاهرة النينيو إلى جانب تغير المناخ بفعل الإنسان من شأنه أن يدفع درجات الحرارة العالمية إلى المجهول. وأوضحت أنه سيكون لذلك تداعيات بعيدة المدى على الصحة والأمن الغذائي وإدارة المياه والبيئة.
ووفقاً لموقع الأمم المتحدة، فإن تأثير ظاهرة النينيا على مدى معظم السنوات الثلاث الماضية، كبح مؤقتاً اتجاه الاحترار على المدى الطويل، لكن هذه الظاهرة انتهت، في مارس/آذار الماضي. ورغم ذلك، كان متوسط درجة الحرارة العالمية عام 2022 حوالي 1.15 درجة فوق معدلات ما قبل الصناعة.
ظاهرة النينيو هي جزء من نظام طقس متذبذب يتطور في المحيط الهادئ. على مدى السنوات الثلاث الماضية كان العالم يمر بمرحلة معارضة، تُعرف باسم النينيا، والتي كان لها تأثير مخفف على ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم.
وذكر الموقع أنه عادة ما تؤدي ظاهرة النينيو إلى زيادة درجات الحرارة العالمية في السنة التي تلي تطورها، وبالتالي تتوقع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن تظهر آثارها عام 2024