وطنا اليوم – خاص – يبدو أن أزمة الثقة بين أعضاء من المدني الديمقراطي والعين طلال الشرفات عضو حزب الميثاق الوطني مستمرة على خلفية مقال نكأ فيه الشرفات مبادئ المدني .
هذه المرة وفي مقال تعقيبي للمحامي والناشط في مشاريع التطوير الاجتماعي “سائد كراجة” نشرته صحيفة “الغد” تأكيد أن مهاجمة الدولة المدنية ليست مقالا أو مقولة عابرة، بقدر ما هي انعكاس لتيار قلق متوجس يعتبر الدعوة للحرية الشخصية دعوة للانفلات والتهتك، ويرى أن الوظيفة العامة ليست لكل الأردنيين.
تيار يشعر بتهديد على الهوية الأردنية، ويكاد يرى أن أي دعوات للمواطنة وسيادة القانون والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات هو تهديد لهذه الهوية.
وأضاف كراجه “أن هناك تيار عريض يعتقد ان التحديث السياسي كله ليست حربه، ولا يعني له شيئا وهو تيار يائس فاقد للأمل”.
وشرح المحامي كراجه: “أن الوقت قد أزف للمكاشفة والحديث في غرف مفتوحة حول هذا القلق عبر مناقشة وطنية عامة لهذه المخاوف بكل احترام وانصات, فمخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وضعت الاطار السياسي والقانوني للحياة السياسية المستقبلية في مئويتها الثانية، ولضمان فاعلية هذا الاطار القانوني السياسي نحتاج لمكاشفة شعبية وطنية وحوارا عاما شفافا قائما على الانصات لمخاوف بعضنا بعضا”.
ويوضح “أن الوقت قد حان لمناقشة قيم ومفاهيم المجتمع السياسية والاجتماعية، الأساسية، بمعنى الاتفاق عليها سياسيا واجتماعيا، وهذا جهد سياسي وثقافي واجتماعي قامت وتقوم به الدول في مراحلها الانتقالية السياسية ونحن بحاجة لنقاش وطني هادئ يقوم على الاحترام والانصات لقلق الناس ومخاوفهم، والذي اعتقد انه مع تعدد دوافعه الا انه قلق حقيقي”.
وإقترح كراجه: لنتفق من هو المواطن؟ وماذا تعني المواطنة؟ وهل يجب أن نحارب الهويات الفرعية ام نحتفي بها؟
وكان عامر بشير الناطق الاعلامي للحزب الديمقراطي “تحت التأسيس” قد أصدر بياناً رد فيه على مقال الشرفات.
وقال البشير: أن مقال الشرفات احتوى كثيراً من المُغالطات والتشويشِ على فكرٍ سياسيٍ يعبر عن قناعات تمثل وجهة نظر شريحة واسعة من المجتمع، خرجت للعلَن كمشروعٍ سياسي شرعي، ليُمارسَ حقَّه المشروع على مساحةِ الوطن.
وجاء في بيانه “يمكن تصنيفُ ما تفضّل به الكاتب ضمنَ مفهوم “التضليل السياسي”، إذ لم يُوفّر فرصةً للتجريح أو التشويه أو النيلِ من المشروع الحزبي الجديد إلاّ ومارسَه، بأسلوبٍ غير حميد واستنتاجات غير علمية، ومن باب الالتزام بنهجِ طرح الرأي واحترام الرأي الاخر، يرُدّ الحزبُ المدني الديمقراطي على إدّعاءات وجّهَها الدكتور الشرفات في وقت نتفيّأ فيه ظلالَ الانفتاح السياسي والرغبةً الحقيقية في التنمية والاصلاح السياسِي.
وزاد البشير: نتوجّهُ لبنات وأبناء شعبنا الأردني العظيم أن لا تَنطَلِي عليهم اتهاماتُ كاتب المقال، بأنَّ الحزبَ المدني الديمقراطي يهدّدُ الهويةَ الوطنية أو الثوابت الراسخة، فهذا من نسجِ خياله وحده، ناهيكم عن إقحام مصطلحاتٍ ذات دلالات ليس لها أيّ ربطٍ في سياق برامج وأدبيات الحزب، كمحاولةٍ يائسة لإثارةِ البلبلة وخلط الأوراق.