هل أخطأ الشيخ الأزهري عندما أذن للأندونيسيين بأن يحملوه فوق رؤوسهم؟

14 مايو 2023
هل أخطأ الشيخ الأزهري عندما أذن للأندونيسيين بأن يحملوه فوق رؤوسهم؟

وطنا اليوم:أثارت الصور التي نشرها الشيخ أسامة الأزهري (مستشار الرئيس المصري للشؤون الدينية) وهو محمول فوق الرؤوس في أندونيسيا عاصفة من الجدل بسبب المشهد غير المألوف.
فالبعض اعتبر الصور شهادة تقدير لبلد الأزهر، ولم يجدوا فيها تجاوزا.
فيما ذهب آخرون بأن الشيخ” الأزهري ” أخطأ عندما سمح بحمله فوق الرؤوس، معتبرين ما حدث إساءة له ولرجل الدين الذي يفترض فيه التواضع وخفض الجناح !
محبو “الأزهري” تقبلوا صور رحلته بقبول حسن، قال قائل منهم:
“رحلة ناجحة ومباركة للشيخ أسامة الأزهري منذ أسبوع في مدن ولايات جمهورية أندونيسيا أكبر دولة إسلامية سكانيًا 280 مليون نسمة”.
وقال آخر: “لا جديد يذكر، فشيخنا العلّامة المحدّث د. أسامة فوق رؤوسنا دائمًا وأبدًا وعلماء الأزهر كافة”.
أحد النشطاء قال إن احتفاء الأندونيسيين بالعلماء هي عادة عندهم ، لافتا إلى أنه ليس هناك اي دليل أن الرجل طلب منهم شيئا أو رضي بشيء من التعظيم لنفسه بل الصورة ضمن عشرات الصور التي التقطت له ، مؤكدا أن إحسان الظن يقتضي أن مقصوده تعظيم العلم والأزهر الشريف في نفسه.
وقال أحد المتابعين لصفحة الأزهري (الجمعة) إن «نشر الشيخ أسامة الأزهري للصور وهو محمول عبر صفحته بـ(فيسبوك) مع علمه أن من ورائها قد تحدث سخرية، هو أمر (غير مقبول)». فيما أشار أحد المغردين إلى أن «هذا التصرف (مرفوض) وكان لا بد من عدم القبول به من الأزهري، وكان عليه أن يحض الإندونيسيين على عدم فعل هذا التصرف وحمله على الأعناق».
في المقابل قال أحد المغردين: «في الحقيقة هي عادة عند الإندونيسيين، ويقصدون بها تعظيم العلم وحملته والأزهر وعلمائه، وليس هناك أي دليل على أن الشيخ الأزهري طلب منهم شيئاً أو رضي بشيء من (التعظيم) لنفسه؛ بل الصورة ضمن عشرات الصور التي التُقطت له».
وأكد متابع آخر أن «هذه هي عادة أغلب المسلمين في آسيا وأفريقيا مع مشايخ الأزهر، وهو نوع من تكريم للأزهر أكثر من تكريم العالم نفسه»

أسأتَ للأزهر
على الجانب الآخر خاطب أحد النشطاء (سامي أبو بدر) الشيخ أسامة بقوله: “أسأت للأزهر ولعلمائه ولنفسك بقبول حملك على الأعناق والتمسح بك من قبل مسلمين بسطاء، كان يجب عليك أن تُعلِّمهم أن هذا ليس من الدين أصلا، ولا يليق بعالم حقيقي أن يقبل به، فتُثاب على التعليم وتبرأ من فخ العُجب والافتتان؛ إذ إنك لرضاك بما حدث وإعجابك وافتتانك بالحفاوة الجاهلة سارعت بنشر الصور على صفحتك للتباهي بها، لم يكن هذا يوما ما من شيم العلماء ولا من هم أفضل منهم، فضلا عن عامة علماء الأزهر الذين سبقوك إلى تلك البلاد العزيزة على قلوبنا”.
إحدى الناشطات برأت مما فعله الأزهري وقالت: “إذا افترضنا جدلًا أنه سلوك مقبول، فكونك تنشره بنفسك مع علمك أن من ورائه ستحدث فتنة وسخرية وسيُهين ويُكفّر الناس بعضهم، فهذا لا يعني إلا أنك شخص…”.
مصدر مطلع في الأزهر ذكر أن «الصور لم يُقصد منها أي شيء سوى تقدير العلماء من الإندونيسيين»، موضحاً أن «من يهاجمون الدكتور الأزهري بسبب هذه الصور، عليهم التريث وعدم الحكم على الأشياء من ظاهرها، وعليهم أن يروا أصداء زيارته لإندونيسيا». وقال المصدر -الذي فضل عدم ذكر اسمه– إن «جولة الأزهري في إندونيسيا تهدف إلى نشر الوعي بصحيح الدين، ومواجهة الأفكار (المتشددة)»، لافتاً إلى أن «الناظر لصور الأزهري يجد فيها سعادة كبيرة على وجوه الإندونيسيين، ولو كان هناك استياء من الإندونيسيين بسبب شعورهم مثلاً بـ(الكبر من الشيخ الأزهري) ما ظهرت هذه السعادة على الوجوه».

رحم الله الشعراوي
في ذات السياق ذكّر البعض بالشيخ محمد متولي الشعراوي، مترحما عليه، لافتا إلى أن العلماء ليس من صفتهم التكبر.

أم كلثوم وعبد الناصر الأزهر
الاحتفاء بالأزهري علله البعض بأن إن الشعوب الآسيوية لديهم شغف قديم بالأزهر وأم كلثوم وعبد الناصر