وطنا اليوم – بعد المادة التي نشرتها وطنا اليوم تحت عنوان ” اين الحكومة “ ، طالب المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات في تصريحاته ، رئيس الوزراء بشر خصاونة بالخروج والإعلان عن تصريحات أردنية غاضبة أكثر منها دبلوماسية لمطالبة دولة الاحتلال الصهيوني بالإفراج الفوري ودون قيدٍ أو شرط عن النائب الأردني عماد العدوان، محذرًا من خطورة استمراء الاحتلال لانتهاك سيادة الأردن وأمنه واستباحة الأراضي الأردنية ملقيًا بعرض الحائط كل الاتفاقيات والمعاهدات.
وقال الحوارات إنه وبدون شك فإنّ اعتقال نائب في البرلمان الأردني هو حدث سياسيٌ قبل أن يكون حدثًا أمنيًا يمسّ علاقة بين دولتين، أو يكون متعلقًا بحادثة تهريب هنا أو هناك.
ولفت إلى أنّ “البيان الإسرائيلي كان يتحدث عن متابعة النائب الأردني من الأراضي الأردنية، وهذا يشي باستباحة الأراضي الأردنية من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية، وهذا الأمر شديد الخطورة ويتعلق بعلاقات ثنائية مبنية على معاهدة واتفاقية سلام وليست علاقات طبيعية”.
وتابع الحوارات بالقول: “بالتالي عدم احترام دولة الاحتلال المتواصل للأسس التي يجب أن يتعامل بها مع الأردن من خلالها، يشير إلى استهتاره بالأردن وعدم أخذه مساقاته ومساراته الدبلوماسية ودبلوماسيّيه على محمل الجدّ، وهو يعتبر الأردن جزءًا من فضائه الأمني ويحق له أن يراقب داخل الحدود الأردنية ويعتقل نائبًا أردنيًا منتخبًا من قبل الشعب الأردني دون أن يبلغ الحكومة الأردنية وهو منافٍ للعلاقات والأسس الدبلوماسية بين الدول”.
وأضاف: “بقناعتي، هنا يكون بلغ السيل الزبى وعلى الحكومة أن تصدر بيانًا صريحًا عن الانتهاكات الإسرائيلية بين الأردن ودولة الاحتلال ولا يتوقف الحديث فقط عند الكلام، بل يجب أن يتم التصعيد لمستويات أعلى من ذلك بكثير”.
ولفت إلى انه “يبدو أن دولة الاحتلال استمرأت الاعتداء على الأردن وانتهاك مصالحه وعدم احترام الاتفاقيات المنصوص عليها مع الأردن”، مشددًا على ضرورة أن يكون الرد واضحًا من أعلى مسؤول أردني، ولماذا لا يخرج رئيس الوزراء ويعبّر بموقف غاضب ويتحدث عن ضرورة الإفراج الفوري عن النائب ويلوّح بإلغاء اتفاقية السلام التي تنتهك في كل لحظة سواءً على مستوى الأراضي الفلسطينية والقدس والوصاية الهاشمية والمصالح الإستراتيجية الأردنية والأمن الداخلي الأردني.
وتساءل المحلل السياسي: “لماذا تبقى هذه المعاهدة طالما دولة الاحتلال لا تريد الالتزام بها؟”.
ووجه الحوارات رسالة للرسميين الأردنيين، قائلاً: يجب أن تكون هذه الحادثة نقطة تصرف أردني سريعة وإلا ستواصل دولة الاحتلال انتهاك العلاقة مع الأردن وتواصل عدم احترامها لدبلوماسيي الأردن ولا مصالحه ولا مواطنيه في الضفة الغربية والأردن، معبرًا عن أمله وأمل الأردنيين جميعًا أن يخرج مسؤول أردني ويرفض هذا السلوك الإسرائيلي ويتصرف بناءً على حالة من الغضب أكثر منها حالة من الدبلوماسية