وطنا اليوم – خاص – إنشغل الشارع التواصلي عشية نهاية الاسبوع وحسب مارصدت وطنا اليوم بتصريحات رئيس غرفة التشريع أالثانية في الدولة الاردنية، والتي أعقبها تصريحات لرئيس الوزراء بشر الخصاونة أيضاً تداولها الشارع بدرجة اقل تفاعلاً، ليس بسبب الاهمية بقدر ما يعود ذلك الى الماكنة الإعلامية التي اشتغلت على حديث الفايز الذي يملك بحسب الخبرة والقدرة والامكانيات تشغيل وتفعيل هذه الادوات، بما يخدم هذه التصريحات ويعيد تدويرها الى تصريحات إيجابية حتى وان لم تكن، لذلك انطلقت الاقلام بعد حديث الفايز بين مؤيد – وهم الغالبية – وبين معارض – وهم الاقلية – ايضا لنفس السبب ليس نتيجة الاقتناع بقدر ما هو القدرة على التشغيل وإستثمار الادوات.
الملفت في حديث القطبين، أن الفايز التقى إعلاميين في مضارب بني صخر في حين التقى الخصاونة أبناء المخيمات الفلسطينية برعاية دائرة الشُّؤون الفلسطينيَّة ولجان الخدمات والهيئات الاستشاريَّة والفعاليَّات الشعبيَّة في المخيَّمات، حيث لمست وطنا اليوم نوعاً من التضارب بين حديث الفايز وتأكيدات الخصاونة التي استخدم معها الخصاونة جملاً تأكيدية، جعلت الحديث يبدو وكأنه ينقض او يتعارض مع ما صرح به الفايز قبل يومين من لقاء الخصاونة بابناء المخيمات الفلسطينية، والتي قال فيها: ” أنَّ الحقَّ الفلسطيني بإقامة الدَّولة الفلسطينيَّة المستقلَّة على خطوط الرَّابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشَّرقية وفق حلِّ الدَّولتين كانت ولا تزالُ وستبقى على رأس أجندة الأردن”.
حيث جاء حديث الفايز خلال لقاء رمضاني جمع وجهاء وإعلاميين في مضارب بني صخر قال فيه لا يمكن تحرير فلسطين من النهر إلى البحر خاصة وأن الأردن لا يستطيع الا استخدام أدواته الدبلوماسية والسياسية والاعلامية لا سيما وأنّنا بحاجة لتقوية الأوضاع الداخلية اقتصاديا واجتماعيا.
ثمة جملة ملفتة في حديث الفايز يبدو أنها هي من جذبت الانتباه لحديث رئيس الغرفة التشريعية حين قال : “االأردن ليس قادر لوحده على مواجهة دولة الاحتلال الإسرائيلي عسكريا وتحمل عبء القضية الفلسطينية لوحده”.
بالمقابل جاءت جملة وسط حديث الخصاونة اكد فيها بانه على أن من قلل من الهجمات والانتهاكات والمخطَّطات الإسرائيليَّة إزاء القدس هو فاعليَّة الإجراءات الأردنية، انطلاقاً من الوصاية الهاشميَّة، وإبقاء الوضع التاريخي القانوني القائم كما هو ولن يكون غير ذلك.
هنا يبدو ان صورتين متقابلتين برزتا خلال حديث رئيس مجلس الاعيان في حين اعقبه حديث اخر ان لم يكن فيه اختلاف فقد كان فيه نوعاً من عدم التناغم او التماهي مع الخط العام لتوجه الدولة الاردنية .
ثمة مقالات وطروحات خرجت عشية تصريحات الفايز حيث ركز مجملها على حديث الفايز حتى وصل الامر بان اعتبرها بعض الكتاب استراتيجية اردنية، حديث الكاتب بسام البدارين التقطته وطنا اليوم حين أعتبر بأن أي قراءة لتعليقات صدرت أو نقلت عن رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز لا تؤمن بمثل هذا المنطق ستكون منحرفة، هنا يبدو أن البدرين وكما استمعت وطنا اليوم قد انخرط في خط الترقيع لبعض العبارات التي وردت على لسان الفايز ، في حين وصف الوزير السابق نضال القطامين الفايز بانه (بلدوزر السياسة) وحامل لواء الدعوات التي لا تكل نحو تأطير منظومة الإصلاح السياسي. واردف القطامين حديثه التي استمعت له وطنا اليوم حين قال “رجل الدولة الموقن تماما بأن مستقبل وطننا المشرق لن يتأتى سوى بمنظومة أحزاب وطنية قادرة على إقناع الناس عبر برامج قوية، وأن ما دون ذلك لن يكون سوى حراثة في الماء”.
ثمة حديث مغاير جاء على لسان الصحفي باسل العكور اعتبر فيه العكور بأن رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز فاجئ الجميع بتصريحات غاية في التناقض والغرابة والخطورة، ولخص العكور مداخلة الفايز واوجزها في محاور ثلاثة.
الكاتب حسين الرواشدة تحدث وضمن مقال نشرته وطنا اليوم قال فيه الرواشدة: جاءت هذه التصريحات في جلسة مغلقة ، يفترض أن لا تخضع للنشر ، او أن رسائلها تسللت لوسائل الإعلام بشكل مقصود ، وفي هذا التوقيت بالذات ، فإن ما قاله مهم وخطير ، وأكاد أقول على حسب ما اشار الرواشدة : انه وضع الأردنيين أمام المرآة ، ليروا صورتهم وأوضاعهم ومواقفهم كما هي ، وكما يجب أن تكون ، دون أي مجاملة او “مكياج”.
هنا يبرز حديث كامل الاهلية إلا انه غير متناغم بين رجالات الدولة الاردنية احدهم على رأس السلطة التشريعية والاخر جزء فاعل في السلطة التنفيذية ، اعقبها روافع او دعامات يبدو انه تم تفعليها بسرعة بعد موجة انتقادات اعقبت حديث الفايز في حين لم يلقى حديث الخصاونة ذلك الزخم المتوقع لرئيس وزراء بسبب اختلاف قدرات الماكنات الاعلامية، فيما يبقى السؤال الابرز والاعمق هل التوافق حاصل بين المرجعية الثلاثية ؟ قد تكون الإجابة وحسب اطلعت وطنا اليوم بان التوافق حاصل إلا انه “منقوص” ليس في سياق التخطيط بل في سياق التنفيذ أيضاً.