وطنا اليوم/ نتابع دائما اجراءات تعلن عنها الحكومة تتضمن مراجعات كثيرة في مسيرتها منها ما يكون تسديدا لفواتير ومنها إجراءات تصحيحية الهدف الظاهر هو تصويب مسيرة مؤسسة او ابعاد مسؤول غير مرضي عنه وفي كل الأحوال هذا هو الحال في ظل الإدارات المتعاقبة وعدم الاستقرار الوظيفي في الصف الأول من المسؤولين اذا تعاقب على وزارة واحدة كمثال عدة وزراء في عام واحد، ونشهد في العادة تغييرات تنعكس بدورها على أداء المؤسسات اذا غالبا ما ينعكس التغيير سلبا على الحالة النفسية لرؤساء المؤسسات.
المثير للجدل هذه الأيام ما يتعلق بتقييم رؤساء الجامعات خصوصا بعد اللغط الذي اثاره رؤساء جامعات على اللجنة المكلفة بتقييمهم وشككوا في كفاءتها حيث ان احد أعضائها على حد وصفهم اقصي من موقع رئيس جامعة بسبب تقييمه من قبل لجنة سابقة، وللعلم بعض الرؤساء لم يكمل نصف مدته في موقعه، وهذا يضع علامات استفهام عديدة حول العملية برمتها، ان بعض رؤساء مجالس الأمناء قد ادلوا بدلوهم مبكرا وقيموا وكتبوا ملاحظاتهم وتقيمهم لأداء رؤساء الجامعات وهذا حق لرئيس مجلس الأمناء، لكن في الحالة الأردنية الوضع مختلف فلكل شلته او هناك من يركب الموجة خصوصا من كتاب الرد السريع لتسجيل موقف وحفظ خط الرجعة لعل يطاله نصيب من القادم، وبنفس الطريقة يفعل بعض الرؤساء لتشكيل شلل تصطف خلفه لتكون حالة دعم وتأثير على الراي العام.
المتابع لما يحصل في حالة جامعة البلقاء التطبيقية يكرس الصورة السائدة فمنذ ان نسب رئيس مجلس الامناء باعفاء رئيس الجامعة من موقعة مستبقا قرار لجنة التقييم تصدى احد الكتاب في مقال عرمرمي يمدح فيه رئيس مجلس الأمناء اذ زود العيار حبتين في مدحه وكأني به ينتظر الجائزة سريعا قبل ان يجف مداد قلمه.
المقال المقروء من عنوانه فيه ما فيه من التقرب لرئيس مجلس الامناء لان الكاتب ذكي ويعلم ان رئيس مجلس الامناء اثبت من رئيس الجامعة ، وعلى الفور جاء الرد سريعا من قبل رئيس الجامعة فالتف حوله المقربين في الرئاسة وزواياها ليحتشدوا في مكتبه وتعمم الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل خلق حالة ضغط استباقية للحفاظ على مقعده والتلويح بالقوة اذا اعتاد بعض المسؤولين على هذا الاسلوب للحفاظ على المزايا والكراسي .
هذه الصورة تجعل كل عاقل يتنبه الى خطر الشللية ونبذها ونحن امام توجه للتحديث في الإدارة والسياسة وكل مجالات الحياة، المطلوب ان نسقط هذه السلوكيات والممارسات العشوائية وان يكون التقييم بعيدا عن الشخصنة حتى تتقدم مؤسساتنا وتقدم الأفضل خدمة للوطن وابناءه