وطنا اليوم – هاجم الدكتور خليل ابوسليم استاذ المحاسبة ما قاله رئيس غرفتي تجارة الأردن وعمّان خليل الحاج توفيق ونشرته وطنا اليوم بخصوص موضوع تأجيل اقساط البنوك ، حيث اشار ابوسليم الى ان ما قاله الحاج توفيق الهجوم يبدو ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، وجاء مقالة ابوسليم بشكل دافع فيها عن البنوك واعتبر ان الحاج توفيق يدافع عن التجار والبنوك ولم يراعي مصلحة المواطن، فيما وجهت انتقادات عديدة لما قاله ابوسليم واعتبره البعض عكس ما يقول ويصب في مصلحة البنوك التي لا تزال تتمنع عن تأجيل اقساط البنوك التي طالبت فيها العديد من القطاعات .
مقالة ابوسليم جاءت بشكل مغاير للحقيقة حيث اظهر حديثه انه هو من يقف الى صف البنوك على حساب المواطن والتاجر وجاء في مقالة ابوسليم:
قبل يومين تصدر المشهد رئيس غرفتي تجارة الأردن وعمان، او كما يحب ان يطلق عليه بـ “شهبندر التجار” بموقف لا اعتبره مستغربا من رجل يعد واحدا من القائمين على عصب الاقتصاد الوطني وهو الذي لم نراه يوما واحدا الا مدافعا عن تغول التجار ومبررا لرفع الأسعار، وذلك حينما هاجم المعارضين لتأجيل تسديد أقساط القروض.
الهجوم يبدو ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، الرحمة التي يدعيها شهبندر التجار متمثلة ضمنا بتباكيه على المواطنين بذريعة توفير الأموال بين يديهم مما يسهل عليهم الانفاق وتخفيف الأعباء في شهر رمضان الفضيل، اما العذاب فهو تحميل المقترضين لفوائد إضافية لا طاقة لهم بها ناتجة عن عملية التأجيل.
الجميل في موقف شهبندر التجار انه دائما يصطف الى جانب الفئة التي اختارته ممثلا لها ولمصالحها وهو واحدا منها، والاجمل انه لم يغير موقفه مطلقا منذ بدء مسلسل تأجيل الأقساط بسبب جائحة كورونا والى الان، وباعتقادي سيستمر بالمطالبة بها بسبب ازمة أوكرانيا، وما بين كورونا وأوكرانيا مجرد تناقل حروف انتقل معها المواطن من حياة الكفاف الى ما دون ذلك، وبظني انه ينتظر ازمة جديدة لتكون شماعة أخرى يشنق عليها المواطن.
ولذلك فان لدي قناعة تامة ان المواطن لا يعنيه بالمطلق بالقدر الذي يعتبره مصدر اثراء للتجار وخصوصا الفجار منهم، وهنا يصدق المثل القائل: مصائب قوم عند قوم فوائد.
وبمناسبة الحديث عن الفوائد، فهل يعلم سعادة شهبندر التجار ان مقدار الفوائد التي سيتحملها المقترض نتيجة التأجيل تفوق قيمة القسط المؤجل عدا عن القسط نفسه؟ لان عملية التأجيل تعتبر بمثابة قرض جديد يسدد بعد آخر قسط من الأقساط المترتبة على المقترض.
إذا أمعنا النظر جيدا بهذا الوضع، فان المستفيدين من التأجيل هم تحالف كارتيل البنوك وكارتيل التجار، فالبنك سوف تتضاعف أرباحه نتيجة التأجيل وبنفس الوقت تزداد قيمة التسهيلات الممنوحة لديهم وبالتالي تزداد الفوائد، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال القاء نظرة خاطفة على ميزانيات البنوك المعلنة لنرى حجم الأرباح المحققة بالرغم من ضخامة الضرائب التي تدفعها البنوك، وقد أشار شهبندر التجار الى ان أكثر من 50% من المساهمين هم من الأجانب مما يعني ان تذهب هذه الأرباح خارج الدولة وبشكل طبيعي.
اما المستفيد الاخر وهم التجار الذين يستغلون كل مناسبة لتصريف بضائعهم حتى غير الصالح منها بالإضافة الى سيطرتهم على الأسواق وتحكمهم بالأسعار.
بالنتيجة الخاسر الوحيد هو المواطن المقترض، وهم غالبية جموع المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة.
الامر المحزن والمخزي في نفس الوقت، هو موقف الفئة المعارضة لتأجيل الأقساط، واجدني هنا متفقا مع رأي الشهبندر بهم، فهذه الفئة هي التي زينت للمقترضين فوائد التأجيلات السابقة وفي مقدمتها جمعية البنوك والبنك المركزي عدا عن نقابة التجار، وهم الان باتوا يعارضون التأجيل بذريعة أنه لا يحقق أي فائدة مرجوة إضافة الى الأعباء التي يرتبها على المواطنين، الان اشفقتم على المواطن!!!
بالمحصلة النهائية، إذا كان الشهبندر حريص على المواطنين، فعليه اصدار توجيهاته للتجار لعدم الربح في هذا الشهر الفضيل او ان تكون ارباحهم بالحد الأدنى، وارجو هنا ان يخرج من عباءة التكاليف التي يتدثر بها لتبرير كل عملية ارتفاع في الأسعار…. وللحديث بقية.