وطنا اليوم – خاص- في الجلسة الختامية التي حضرها جلالة الملك للقاء تفاعلي حول البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي التي قدمها رئيس الوزراء بشر الخصاونة ، أشار جلالة الملك في عبارة واضحة التقطتها وطنا اليوم تضمنت رسالة من جلالته الى رئيس الحكومة إلى ان زخم التصريحات حول المشاريع والبرامج لا يعني استمرار الحكومة لتنفيذ هذه البرامج ، حيث قال الملك صراحة : ” تنفيذ البرنامج لن يتغير بتغير المسؤولين، وتقييم أدائهم سيكون حسب الالتزام بالتنفيذ”.
حديث الملك جاء أمام جلسة حضرها وشارك فيها 13 وزيرا، وعدد من أعضاء مجلسي الأعيان والنواب، وممثلون عن القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، وصحفيون وكتاب مختصون بالشأن الاقتصادي، الامر الذي يشير بوضوح الى ان عبارة الملك حملت رسالة واضحة الى جميع اطقم الحكومة بأن التصريحات التي تصدر عن رئيس الحكومة ليست بالضرورة ان تضمن بقاؤه في موقعه، وعمق الملك هذه التوجه من خلال عبارة أخرى حملت إشارة يبدو انها موجهة للحكومة والشارع معاً، حيث أكد في حديثه :على ضرورة إعداد تقارير دورية لاطلاع المواطنين على مستوى التقدم والإنجاز في تنفيذ الرؤية.
ثمة إشارات واضحة في حديث الملك لحكومة بشر الخصاونة التي تناقض نفسها من خلال التصريحات الرسمية مقارنة مع التقارير الدولية او الدراسات التي تصدر عن جهات دولية ففي الوقت الذي يشير فيه رئيس الحكومة بان “القادم اجمل ” وأصر على عبارته الشهيرة امس في حديث له رصدته وطنا اليوم بان ” اجمل احلامنا تلك التي لم تتحقق بعد” ، في حين تقارير البنك الدولية ومركز الدراسات الاقتصادية الدولية تشير بوضوح الى ان اشتداد مخاطر حدوث ركود اقتصادي عالمي في 2023 في ظل زيادات متزامنة لأسعار الفائدة. مما جعل حالة التهكم واضحة في الشارع التواصلي على عبارة الخصاونة الشهيرة والتي لا تستند الى ارقام او دراسات بقدر ماهي استجرار للعاطفة والثقة المفقودة بين الشارع والحكومة .
الملك وفي حديثه امام رئيس الوزراء الخصاونة كان واضحاً بان مرحلة تغيير قادمة قد تشمل طاقم الحكومة وليس بالضرورة ان المشاريع والبرامج التي تعلن عنها الحكومة ستحمي وجودها في الرابع ، حيث الإشارة التي أرسلها جلالة الملك اشارت بوضوح الى ان تنفيذ البرامج لن يتغير بتغيير المسؤولين ، كما اكد الملك في عبارته ” بان تقييم الأداء سيكون حسب الالتزام بالتنفيذ “، وهنا يبدو ان المرحلة القادمة قد تشهد تغييرات لن تحمي المشاريع التي يتم الاعلان عنها القائمين عليها بقدر ما سيحميها تقييم أدائها في تنفيذ تلك المشاريع .