مصطفى ابو داري
مقالي هنا، عبارة عن تحليل مشهد من شاب مهتم. المشهد السياسي اليوم في حابه مخاض، تبرز احزاب و تبتعد اخرى عن النبض.
المتابع يلاحظ و يعترف بثبات و قواعد حزب جبهه العمل الاسلامي و وجوده كركن اساسي في المعادلة. الى يساره قليلا تحالف الوسط الاسلامي و زمزم. بعيد عن الاضواء لكن يعمل بخطى ثابته و ينافس الاسلام السياسي في قواعده.
الى وسط اليمين برز و لفترة طويلة حزب الميثاق الذي استطاع جمع نواب و اعيان ووزراء طامحين على اسس مواقع مستقبليه و مصابح مشتركة. بدات ملامح خموده بعد ابتعاد الصفدي -الدينمو- لانشغاله برئاسه النواب، و ابتعاد الشرفات، فاصبح حزب يمتلك اسماء تقليدية مهمه لكن يفتقر لدينمو . من سوء حظ الميثاق ظهور اراده في مساحته، لم يكن مقصودا لكن سلسلة انسحاب من رموز للتيار المدني و اليساري دفعته لتلك المساحة، فاصبح بمواجه الميثاق، المفاجىء ان ارادة اسرع و اكثر ظهورا في مساحة اليمين، لكن الميثاق ما زال يمتلك ادوات افضل من ارادة ، و الرهان على الميثاق في تلك المساحة آمن لامتلاكه نخبة سياسية متمرسة. فالمنافسة بين ارادة و الميثاق محتدمة اليوم لتمثيل لون البيروقراط، المشكلة ان الحزبين يستقطبون اعضاء غير متناغمين احيانا او باحثين عن مواقع قادمة.
اما وسط اليسار و التقدميين و المدنيين فقصة اخرى لمن يتابع عن قرب، فتوحده ما زال بعيد المنال، فكان الرهان على جهود الديمقراطي الاجتماعي بقيادة العين جميل النمري لتشكيل مظله و توحيد لون سياسي بامس الحاجة للوحدة. الموشرات تشير الى عدم قدرة الديمقراطي بذلك، اولا بعدم استقطاب الاعبين الاساسيين و ثانيا باتباع نهج منتقد و هو استقطاب بعض الاسماء المختلفة ايدولوجيا و فكريا و بعضهم رموز لحزب الجبهه الموحدة اليميني الفكر و شخصيات اخرى لا تحسب هلى وسط اليسار براي الشارع. ذلك كان يمكن معالجته و تجاوزه، الا ان ظهور الحزب المدني الديمقراطي بثنائي ثابت قيس زيادين و السواعير و مجموعه ليست بالسهله من شخصيات تحظى بقبول شعبي و فكر متناسق. و بلون اوضح خلط الاوراق، فالاخير لم يتوقع له الاستمرار او لم تتوفر ادوات تؤشر على رؤيته النور، لكن الاحداث الاخيرة و الاستقطابات النوعية التي تملك ثقل شعبي و قواعد و شبيهه بالفكر و اللون تجلت، فسارع القائمون على افتتاح المقر، و جمع التواقيع اللازمة و استقطاب شخصيات تنتمي بوضوح للون امام الراي العام. فبرز كلاعب لا يمكن استثنائه. فجمع المدني الليبراليون الاجتماعيون و تبنى الاقتصاد الاجتماعي.
كشاب دوما كنت مهتم و ناشط، امنت بجدية الاصلاح، و ان علي خدمة وطني و رؤية مليكي التحديثية، فدرست الساحة ، و اخترت ان اكون شريكا في مشروع جديد يمثلني، مشروع يراني شريك لا تابع، مشروع جديد يعطي الامل. الجميل ان بعد شهر من الانتساب، احسست اني شريك في كل المفاصل. اليوم انا متفاءل.
الشاب المحب لوطنه
مصطفى ابو داري