وطنا اليوم – خاص- في الوقت الذي تعيش فيه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ازمة داخلية مركبة، ترى وطنا اليوم ان تركيبة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، الذي يقرر مسائل الحرب والعمليات وتجنيد الاحتياط واستدعاء القوات، سيكون فيه وزراء لم يخدموا يوماً في الجيش، بل إن توجّه الائتلاف بسحب صلاحية تعيين الحاخام الأكبر للجيش من هيئة أركانه شكَّل انقلاباً في عُرف مُتَّبَع منذ تأسيسه قبل أكثر من سبعة عقود.
حيث من المتوقع وكما ترى وطنا اليوم أن يكون ردّ فعل الإسرائيليين على التركيبة الوزارية كبيراً، ولعله غير متوقع، وقد تمثل ذلك بداياته في رفض قطاعات واسعة لما بات يعرف بـ”الدولة الدينية، ودولة “هالاخاه”، أي الشريعة، وحكومة التلمود”، وصولاً لدعوة عدد من كبار الجنرالات والمسؤولين بإعلان العصيان والتمرد رفضاً لحكم “الحاخامات”، ومن أبرزهم: إيهود باراك، وموشيه يعلون، ودان حالوتس وعاموس جلعاد، ويائير جولان ، ويوفال ديسكين ، وأفيجدور ليبرمان حتى أن غادي آيزنكوت قائد الجيش السابق لم يتردد بدعوة الإسرائيليين للنزول للشوارع، احتجاجاً على أخذ الدولة لحالة غير مسبوقة من الاحتراب الداخلي والعزلة الخارجية.
تعددت طرق الدعوة لهذا التمرد بين المطالبة بـ”انتفاضة مدنية” تارة، ومخاطبة السلطات المحلية بعدم التزام قرارات الحكومة الجديدة تارة أخرى، وتارة ثالثة الدعوة لتطبيق سياسة “الأرض المحروقة” في محاولة لتقويض استقرار الحكومة.
لذلك من غير المتوقع ان تنجح حكومة نتنياهو السادسة ويبدو انها الاخيرة بعد ان دخل نتنياهو في سن 74 عام لذلك لن تنجح هذه الحكومة اليمينية المتطرفة في تنفيذ مخططاتها التلمودية الان انها قد تعمد الى تصدير ازماتها من خلال العمليات العسكرية الداخلية ضد جنين والقطاع وقد تتجاوز ذلك لخوض غمار عملية عسكرية من نوع ما من اجل شرعنة وجودها وانتزاع تأييد اكبر يبدو انه بات مفقودا للحكومة ولزعيمها اليميني نتنياهو ؟